سلمى طالبة في الصف الخامس الابتدائي تتمتع ببراءة عالية، تتلعثم عند تحدّثها العربية والتي يغلب عليها المفردات الإنجليزية التي تنطقها بعفوية أكبر وانسيابية أكثر.. كانت تبكي حرقة من الدرجة التي منحتها إياها معلمة اللغة العربية على التعبير الإشائي الذي كتبته، والأسوأ من هذا كله تقول سلمى: «هذه المرة الأولى التي أكتب فيها دون الاستعانة بأحد من أهلي. والنتيجة أنني كنت «دون المستوى» ولم أحصل على كلمة تشجيعية واحدة من معلمتي التي قصفت الورقة باللون الأحمر وبعبارات خالية من الرأفة».
«مستواك ضعيف جداً، بحاجة إلى تقوية لغتك العربية، من غير اللائق أن تقعي في هذه الأخطاء الإملائية السخيفة، ومفرداتك اللغوية بحاجة إلى أن ترفعي مستواها أكثر».
هذه الديباجة المكتوبة في صدر الورقة وكأنها درع ناسف، كفيلة بأن تحبط أكبر محاولات الإبداع لدى إنسان راشد فما بالنا وهي موجهة لطفل أو فتى في مقتبل العمر.
فلا أزال أذكر مقتطفات من ذلك التعبير والذي كان يحتاج إلى تصحيح جوهري من وجهة نظر المعلمة العبقرية.
«خرجت مع أهلي» يتم تعديلها إلى «ذهبت برفقة أهلي».
«رأيت رفيقتي والتي كنت ألعب معها من زمان» – يتم تعديلها إلى «التقيت بصديقة الطفولة وكنّا نلعب سوياً». ولا أنسى أمي وأبي – والدي ووالدتي، «تحكي لي قصة» يتم تعديلها الى تقصّ عليّ قصة وغيرها..
حقيقة أنا لا أعرف المعلمة بشكل شخصي ولكن السؤال الذي يطرح، هل بهذا الأسلوب يتم تعليم أبنائنا وجذبهم إلى لغتهم الأم أو أننا نطلب منهم أن يكونوا «سيبويه» عصرهم في عصر باتت فيه اللغة العربية متصدعة وشبه مهترئة!!
إن كنا نخاف على لغتنا العربية فاليوم وبعد إلقاء نظرة كيف يتم التعامل معها، علينا بالمقابل أن نخاف أكثر من هذا الأسلوب المنفر الغليظ الذي يرفضه الكبير والصغير. للأسف لهذه المعلمة نماذج كثيرة مشابهة، وفي المنقلب الآخر توجد شخصيات أكاديمية لا يمكننا إلا أن نقف لها احتراماً وتقديراً على عطائها الإنساني والأخلاقي والعلمي اللامتناهي.
إلى سلمى وكل من يواجه مواقف كهذه اليوم وغداً.. لا تظلموا لغتنا العربية لأسباب قلة وعي بعض المدرسين بأساليب التربية قبل التعليم، ومبدأ التحفيز قبل التصحيح، وروح العطاء قبل التدمير.. لغتنا بليغة وعظيمة وتستحق منا الإجلال والتبجيل، والإشادة والتقدير.. دمتِ بخير وسلام يا لغتي.
«مستواك ضعيف جداً، بحاجة إلى تقوية لغتك العربية، من غير اللائق أن تقعي في هذه الأخطاء الإملائية السخيفة، ومفرداتك اللغوية بحاجة إلى أن ترفعي مستواها أكثر».
هذه الديباجة المكتوبة في صدر الورقة وكأنها درع ناسف، كفيلة بأن تحبط أكبر محاولات الإبداع لدى إنسان راشد فما بالنا وهي موجهة لطفل أو فتى في مقتبل العمر.
فلا أزال أذكر مقتطفات من ذلك التعبير والذي كان يحتاج إلى تصحيح جوهري من وجهة نظر المعلمة العبقرية.
«خرجت مع أهلي» يتم تعديلها إلى «ذهبت برفقة أهلي».
«رأيت رفيقتي والتي كنت ألعب معها من زمان» – يتم تعديلها إلى «التقيت بصديقة الطفولة وكنّا نلعب سوياً». ولا أنسى أمي وأبي – والدي ووالدتي، «تحكي لي قصة» يتم تعديلها الى تقصّ عليّ قصة وغيرها..
حقيقة أنا لا أعرف المعلمة بشكل شخصي ولكن السؤال الذي يطرح، هل بهذا الأسلوب يتم تعليم أبنائنا وجذبهم إلى لغتهم الأم أو أننا نطلب منهم أن يكونوا «سيبويه» عصرهم في عصر باتت فيه اللغة العربية متصدعة وشبه مهترئة!!
إن كنا نخاف على لغتنا العربية فاليوم وبعد إلقاء نظرة كيف يتم التعامل معها، علينا بالمقابل أن نخاف أكثر من هذا الأسلوب المنفر الغليظ الذي يرفضه الكبير والصغير. للأسف لهذه المعلمة نماذج كثيرة مشابهة، وفي المنقلب الآخر توجد شخصيات أكاديمية لا يمكننا إلا أن نقف لها احتراماً وتقديراً على عطائها الإنساني والأخلاقي والعلمي اللامتناهي.
إلى سلمى وكل من يواجه مواقف كهذه اليوم وغداً.. لا تظلموا لغتنا العربية لأسباب قلة وعي بعض المدرسين بأساليب التربية قبل التعليم، ومبدأ التحفيز قبل التصحيح، وروح العطاء قبل التدمير.. لغتنا بليغة وعظيمة وتستحق منا الإجلال والتبجيل، والإشادة والتقدير.. دمتِ بخير وسلام يا لغتي.