شخصياً توقفت منذ سنوات طويلة عن متابعة الدراما العربية. إلا ما ندر، فإما لثقتي بجودة عمل ما، أو لتتبع قضية ما في العمل. عدا ذلك فأنا حزينة أنني فقدت ركناً مهماً من أركان المتعة المنظمة التي تجعل لبعض الساعات نكهة خاصة. وشخصياً لم أتابع المسلسل الذي أعلن إيقافه بسبب تداول مشاهد تخدش الحياء العام. ولكنني شاهدت ذلك المقطع وكان مقطعاً لتحرش امرأة ناضجة بابن زوجها المراهق. وهو سلوك شائن يدل على الانجراف المهووس نحو إحداث صدمة وصخب في المجتمع بغية إنجاح العمل الفني. إنه اعتراف صريح أن الدراما العربية، والخليجية تحديداً تمتطي اللامقبول من أجل الوصول إلى الجمهور.
ليس دور الفن أن يكون تعليمياً وإرشادياً كمحاضرة في تأهيل غير اللائقين نفسياً واجتماعياً. وليس دوره أيضاً أن يرتدي قناع المثالية المزيف كما روجت له بعض أجزاء مسلسل باب الحارة. الفن متعة بالدرجة الأولى ورؤية فنية ونقدية للواقع. لكن ما هو الواقع؟ إنه السؤال الذي خلق أكثر المشاكل جدلاً في الأعمال الفنية العربية. لقد تحول الواقع إلى مشكلات الطبقة المرفهة في المجتمع الخليجي التي تتقاتل على الإرث وتتبارى فيها الممثلات في الظهور كعارضات لأشهر الأزياء والماركات. والذي خلف تصوراً أن الرجل الخليجي يهوى صفع المرأة على وجهها، وجرها من شعرها. وأن المخدرات مثل السيجارة يسهل الحصول عليها ولا تسبب الإدمان. وعلى العكس من ذلك انزلقت الدراما والسينما المصرية إلى قاع المجتمع والعشوائيات والحياة البائسة فيها. والانحراف شبه الجماعي بين فئاتها. وكي يكون الواقع أكثر قسوة ينتقل العمل إلى عالم رجال الأعمال وصراعاتهم على الملايين والمليارات وأنماط انحرافاتهم عالية التكلفة.
هذه الشرائح الاجتماعية ليست واقعنا الجمعي. وليست الواقع العام لذاتها. الحياة سعي من أجل العيش، لا صراع من أجل البقاء. والفن هو تعبير عن المجموع حتى وإن سلط الضوء على البعض. فهذا البعض هو على صلة حارة بالمجموع ولا يختلف عن نسيجه. وتضخيم تلك البقع الشاذة ليس مصداقية ولا جرأة ولا كشفا للأسرار ولا هتكا لقيود المجتمع. إنها فجاجة واستعراض للقبحيات والفجائع.
في تراجع الفن إشارة إلى تراجع الفكر والثقافة. وخسارة الدراما والسينما العربية لنسب كبيرة من محبيها دليل على عدم واقعيتها وعدم تمثيليها للحالة الجماعية للمشاهدين. وهذه تحديات على أصحاب الصنعة أن يدرسوها إن كانوا ركنا من أركان ثقافتنا ومجتمعنا وقضايانا. أما إن كان القائمين على إنتاج تلك الأعمال مجرد مستثمرين ومتربحين فسيبقون في حاجة لشد الانتباه لأعمالهم الترويج لها بالأساليب التجارية الملفتة. وسيكون ضابط إيقاعهم «مين يزود؟».
ليس دور الفن أن يكون تعليمياً وإرشادياً كمحاضرة في تأهيل غير اللائقين نفسياً واجتماعياً. وليس دوره أيضاً أن يرتدي قناع المثالية المزيف كما روجت له بعض أجزاء مسلسل باب الحارة. الفن متعة بالدرجة الأولى ورؤية فنية ونقدية للواقع. لكن ما هو الواقع؟ إنه السؤال الذي خلق أكثر المشاكل جدلاً في الأعمال الفنية العربية. لقد تحول الواقع إلى مشكلات الطبقة المرفهة في المجتمع الخليجي التي تتقاتل على الإرث وتتبارى فيها الممثلات في الظهور كعارضات لأشهر الأزياء والماركات. والذي خلف تصوراً أن الرجل الخليجي يهوى صفع المرأة على وجهها، وجرها من شعرها. وأن المخدرات مثل السيجارة يسهل الحصول عليها ولا تسبب الإدمان. وعلى العكس من ذلك انزلقت الدراما والسينما المصرية إلى قاع المجتمع والعشوائيات والحياة البائسة فيها. والانحراف شبه الجماعي بين فئاتها. وكي يكون الواقع أكثر قسوة ينتقل العمل إلى عالم رجال الأعمال وصراعاتهم على الملايين والمليارات وأنماط انحرافاتهم عالية التكلفة.
هذه الشرائح الاجتماعية ليست واقعنا الجمعي. وليست الواقع العام لذاتها. الحياة سعي من أجل العيش، لا صراع من أجل البقاء. والفن هو تعبير عن المجموع حتى وإن سلط الضوء على البعض. فهذا البعض هو على صلة حارة بالمجموع ولا يختلف عن نسيجه. وتضخيم تلك البقع الشاذة ليس مصداقية ولا جرأة ولا كشفا للأسرار ولا هتكا لقيود المجتمع. إنها فجاجة واستعراض للقبحيات والفجائع.
في تراجع الفن إشارة إلى تراجع الفكر والثقافة. وخسارة الدراما والسينما العربية لنسب كبيرة من محبيها دليل على عدم واقعيتها وعدم تمثيليها للحالة الجماعية للمشاهدين. وهذه تحديات على أصحاب الصنعة أن يدرسوها إن كانوا ركنا من أركان ثقافتنا ومجتمعنا وقضايانا. أما إن كان القائمين على إنتاج تلك الأعمال مجرد مستثمرين ومتربحين فسيبقون في حاجة لشد الانتباه لأعمالهم الترويج لها بالأساليب التجارية الملفتة. وسيكون ضابط إيقاعهم «مين يزود؟».