السياسات الخارجية لدولة ما تعزز قوتها النابعة أو تبددها، من خلال السياسات المحلية والخارجية والتي تبدو متغطرسة أو همجية برأي الآخرين، أو قائمة على ضيق أفق للمصالح الوطنية، كما أن القيم المثلى التي تدافع عنها الدول تنتصر بسلوكها في الداخل كاستخدام الديمقراطية وإطلاق الحريات وحقوق الإنسان والعمل بالطرق السلمية في حل القضايا الخلافية والحكم الرشيد، وتؤثر تأثيراً قوياً على الواقع الدولي.
في العصور السابقة، دأبت كثير من الدول على استخدام القوة الصلبة متمثلة في الحروب والصراعات الدموية والنزاعات في حل القضايا والخلافات مع غيرها من الدول، وكان النظام المسيطر والمهيمن على العلاقات الدولية أشبه بنظام الغاب، واستخدام سياسة العصا والجزرة التي ترتكز على المغريات والتهديدات للحصول على النتيجة المرجوة.
وقد كان لانتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي -آنذاك-، وما تلا ذلك من تطورات سياسية وجيوسياسية عميقة في بنية وهيكلية النظام الدولي، إيذان بدخول مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية الحديثة والتعاون الدولي، وظهور دول قوية اقتصادياً وسياسياً بجانب القطب الأوحد هو الولايات المتحدة الأمريكية، ودخول ما يعرف الآن بالقوة الناعمة إلى مفاهيم العلاقات الدولية، ويقصد به القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام، والتركيز على ثقافة بلد ما وإمكاناته التجارية والاقتصادية والسياسية والإعلامية أكثر من اللجوء لدفع الأموال والحروب وغيرها من أشكال الصراعات العنيفة والمكلفة.
فاستخدام القوة الناعمة للحصول على النتائج المرغوبة يفرض على الدولة الاستخدام الأمثل لمواردها المتوافرة، ويتطلب وضع خطط وبرامج وإستراتيجيات مجدية مع توافر قيادة بارعة، وهو ما فطن إليه الزعماء السياسيون بأن القوة الناعمة أي التي تأتي من الجاذبية أقل تكلفة وأكثر استمراراً من استخدام أسلوب التهديد والوعيد.
إن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على استمالة الشعوب والدول بالحجة، بل هي القدرة على الجذب من خلال استخدام الموارد والإمكانات المتوافرة لدولة ما على دولة أخرى، وهو ما يميزها في طبيعة السلوك والقيم والتي تتدرج من الأمر والتعاون الطوعي والإغراء الاقتصادي إلى الترابط والتعاون مع طرف الآخر.
وفي السياسة الدولية ترمز القوة الناعمة إلى القيم التي تعبر عنها منظمة أو بلد ما في ثقافته وسلوكه، وقد تجد بعض الدول أنه من الصعب السيطرة على القوة الناعمة واستخدامها أحياناً، ولكن ذلك لا يقلل من أهميتها، فعلى سبيل المثال تتمتع بعض الدول بنفوذ أكبر من وزنها العسكري والاقتصادي، لأنها تحدد مصلحتها الوطنية بحيث تشمل المساعدات الاقتصادية والمشاركة في إحلال السلام والتوسط في فض النزاعات بين الدول وتقديم المساعدات المالية والطبية كما هو الآن قائم بين الدول المتقدمة طبياً وبين دول العالم الثالث وخاصة في ظل جائحة كورونا.
وتتوقف فاعلية القوة الناعمة للدول على عوامل عدة من أهمها سياسات الدول في الداخل والخارج وقدرتها على إبراز ثقافتها وقيمها السياسية، فعندما تتجمع لدولة ما ثقافة قائمة على قيمة عالمية ومصالح مشتركة مع الآخرين فإنه يزيد من إمكانية حصولها على النتائج المرغوبة بسبب العلاقات التي تخلقها من الجاذبية، وفي المقابل فإن القيم الضيقة والثقافات المحدودة تقلل من احتمال الاستفادة منها على نطاق القوة الناعمة. وختاماً فإن نجاح أي دولة أو منظمة يعتمد على تطويرها لدور القوة الناعمة وتحقيق توازن أفضل للقوتين الصلبة والناعمة في السياسة الخارجية.
في العصور السابقة، دأبت كثير من الدول على استخدام القوة الصلبة متمثلة في الحروب والصراعات الدموية والنزاعات في حل القضايا والخلافات مع غيرها من الدول، وكان النظام المسيطر والمهيمن على العلاقات الدولية أشبه بنظام الغاب، واستخدام سياسة العصا والجزرة التي ترتكز على المغريات والتهديدات للحصول على النتيجة المرجوة.
وقد كان لانتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي -آنذاك-، وما تلا ذلك من تطورات سياسية وجيوسياسية عميقة في بنية وهيكلية النظام الدولي، إيذان بدخول مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية الحديثة والتعاون الدولي، وظهور دول قوية اقتصادياً وسياسياً بجانب القطب الأوحد هو الولايات المتحدة الأمريكية، ودخول ما يعرف الآن بالقوة الناعمة إلى مفاهيم العلاقات الدولية، ويقصد به القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام، والتركيز على ثقافة بلد ما وإمكاناته التجارية والاقتصادية والسياسية والإعلامية أكثر من اللجوء لدفع الأموال والحروب وغيرها من أشكال الصراعات العنيفة والمكلفة.
فاستخدام القوة الناعمة للحصول على النتائج المرغوبة يفرض على الدولة الاستخدام الأمثل لمواردها المتوافرة، ويتطلب وضع خطط وبرامج وإستراتيجيات مجدية مع توافر قيادة بارعة، وهو ما فطن إليه الزعماء السياسيون بأن القوة الناعمة أي التي تأتي من الجاذبية أقل تكلفة وأكثر استمراراً من استخدام أسلوب التهديد والوعيد.
إن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على استمالة الشعوب والدول بالحجة، بل هي القدرة على الجذب من خلال استخدام الموارد والإمكانات المتوافرة لدولة ما على دولة أخرى، وهو ما يميزها في طبيعة السلوك والقيم والتي تتدرج من الأمر والتعاون الطوعي والإغراء الاقتصادي إلى الترابط والتعاون مع طرف الآخر.
وفي السياسة الدولية ترمز القوة الناعمة إلى القيم التي تعبر عنها منظمة أو بلد ما في ثقافته وسلوكه، وقد تجد بعض الدول أنه من الصعب السيطرة على القوة الناعمة واستخدامها أحياناً، ولكن ذلك لا يقلل من أهميتها، فعلى سبيل المثال تتمتع بعض الدول بنفوذ أكبر من وزنها العسكري والاقتصادي، لأنها تحدد مصلحتها الوطنية بحيث تشمل المساعدات الاقتصادية والمشاركة في إحلال السلام والتوسط في فض النزاعات بين الدول وتقديم المساعدات المالية والطبية كما هو الآن قائم بين الدول المتقدمة طبياً وبين دول العالم الثالث وخاصة في ظل جائحة كورونا.
وتتوقف فاعلية القوة الناعمة للدول على عوامل عدة من أهمها سياسات الدول في الداخل والخارج وقدرتها على إبراز ثقافتها وقيمها السياسية، فعندما تتجمع لدولة ما ثقافة قائمة على قيمة عالمية ومصالح مشتركة مع الآخرين فإنه يزيد من إمكانية حصولها على النتائج المرغوبة بسبب العلاقات التي تخلقها من الجاذبية، وفي المقابل فإن القيم الضيقة والثقافات المحدودة تقلل من احتمال الاستفادة منها على نطاق القوة الناعمة. وختاماً فإن نجاح أي دولة أو منظمة يعتمد على تطويرها لدور القوة الناعمة وتحقيق توازن أفضل للقوتين الصلبة والناعمة في السياسة الخارجية.