بعد فراقٍ طال ها قد شرع الله أبواب بيوته، وضجَّت المساجد بالتكبير وأصوات المصلين والمسبحين، وامتلأت الحناجر باللهم وآمين، بحمد الله انتقلنا من الصلاة في بيوتنا إلى بيوت الله ورحابه، فالحمد لله على ما أنعم وتفضَّل ونصبر ونتصبر حتى تعود الجمعة ويزول الوباء ونهنأ بعيشٍ خالٍ من الخوف والتحفظ.

خطوات كبيرة تلك التي خطتها الدولة بإعادة فتح المساجد، كذلك تمت إعادة فتح الصالات والجلسات الداخلية، والأكبر من ذلك هو عودة الطاقم الأكاديمي للمدارس والجامعات التي تعد هي التحدي الأكبر للفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا لصعوبة السيطرة على الطلبة وخاصة للمراحل الأولى.

ولكن يكمن السؤال الأهم في قدرة الأجهزة التعليمية على السيطرة والحفاظ على الطلبة وصحتهم إضافة إلى التهيئة الدائمة لانتقال الطلبة للتعلم عن بعد والمساواة بين الحاضرين في الفصول وأولئك القابعين خلف الشاشات، حتى تكون المخرجات التعليمية متساوية، ولا تكون بالفارق الملاحظ، وخاصة لأولئك المقبلين على الحياة الجامعية.

في زيارة لإحدى الجامعات الخاصة يخبرني رئيس التسجيل عن ضعف مستوى الخريجين الذين تخرجوا خلال الجائحة، وخاصة خريجي المدارس الحكومية الذين يتضح من بعد المقابلة الشخصية معهم أنهم لم يكونوا في مزاج الدراسة لمدة ليست بالقصيرة، وذلك انعكس بشكل واضح على شخصياتهم وليس على تحصيلهم العلمي.

وهذا ما يدفعنا للتساؤل حول تغيير منهجية التعليم لتتحول من حضور واختبارات إلى عروض تقديمية وبحوث على منهجية عمل المدارس الأوروبية والأمريكية التي تسهم في تطوير المهارات الشخصية للطالب مع تهيئته للحياة الجامعية التي لا يتم فيها ملاحقته لإكمال دروسه، بل هو من سيلحق بالمادة عندما يدرك أن الدكتور في الجامعة ليس كالمعلم في المدرسة الذي يريد نقلك للشعبة التالية على عكس الجامعة التي من الممكن أن تقبع في نفس المادة مع مختلف الاشخاص.