هنالك ما يشبه عودة الوعي لدى قطاع مهم من الكتاب العرب، فيما يتعلق بالمسألة السورية، من خلال نوع من الاعتراف بخطأ الموقف وسوء التقدير، وكيف أصبح العرب بسبب ذلك، خارج مسار التاريخ، ضحايا بأيديهم، مفعولاً بهم، يكتفون بالفرجة، فيما الدول الأخرى تشارك في صياغة مصير هذا القطر العربي وشعبه ودستوره ونظام حكمه. ولكن أغلب تلك الكتابات لا تزال تتحرك في سياق طائفي في الغالب. ولكن ما يلفت النظر في هذا السياق أن عدداً قليلاً من الأقلام العربية الشريفة عند حديثها عن المحنة السورية، لا تنسى الاعتراف بالتورط العربي المنكر في مبتدأ الأزمة والغياب الغريب، في المنتهى، والعجز عن رسم مآلاتها.
والحق أن سوريا الدولة قد ظلمت من حيث التبني العالمي «تآمراً» وحتى العربي «تبعية» لتشخيص الوضع على أنه مجرد صراع ثنائي داخلي «شعب-ونظام» على تطبيق الديموقراطية وهو ما قد يكون حضر في أذهان بعض الشباب السوري، خلال الأيام الأولى للاحتجاجات، لكن المسألة كما يعرف العرب وغير العرب، أن توجيه الأحداث قد جُيّر لضرب مقدرات هذا البلد العربي، ومقدرات الأمة ككل، وتخريب بنيتها العقائدية والاجتماعية، لحساب الرابحين إقليمياً ودولياً.
ولذلك، فإن الإصداع بالحق هو أقل التكفير عن الذنب، سيما وقد وقف أغلب العرب على خطأ تقديراتهم وآثارها الكارثية عليهم، قد وجدوا فرصتهم المتأخرة، ولكن المؤاتية لإعلان كوننا تورطنا في تمزيق شرايين أمننا القومي العربي، واحداً تلو الآخر، والحصيلة المنكرة للسنوات التي استغرقتها هذه الكارثة خير دليل على أننا مغامرون هواة، صمموا على المشاركة في اللعبة التي لم تكن تعني غير رهن أمننا القومي وسياداتنا العربية، وتخريب ما بني بعد نجاح حركة التحرر الوطني العربي في الخروج بنا من مرحلة الاستعمار إلى مرحلة الاستقلال والحرية.
فالأتراك والإيرانيون والروس وبعض الغرب، يعيدون إنتاج تاريخ السيطرة والهيمنة على الإقليم العربي، مثلما كانوا دائماً، يأملون بأن نكون مجرد طرائد جريحة، ليعملوا فيها أنياب أحلامهم وثاراتهم الإمبراطورية، أما الميليشيات وكتائب الإثنيات الانفصالية، فقد كانت دائماً، عن رضى وتواطؤ أو عن مناورة متهورة، مخالب لأعداء أمتنا الجريحة سواء أكانوا ضباعاً أم وحوشاً ضارية.
* همس:
لا أرى جديداً سوى المزيد من العزلة الملزمة، التي تحولت إلى قيمة في سبيل محاربة الوباء المتفشي، حفظاً للنفس من الذهاب مبكراً. ولم يبقَ من هذا الشهر الفضيل سوى الطابع الروحي المتناقض مع الطابع الاستهلاكي الفج، معززين باعتزال الخلق تماماً كما جاء في الأثر:» أن الْحِكْمَة عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، مِنْهَا تِسْعَةُ أَجْزَاءٍ فِي الصَّمْتِ، وَالْعَاشِرَةُ عُزْلَةُ النَّاسِ». ولكن منحنا الاعتزال -والحمد لله- بركة القراءة التي تؤانسنا في الوحشة، و»أفضل العبادة الصمت، وانتظار الفرج» كما جاء عن الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه.
{{ article.visit_count }}
والحق أن سوريا الدولة قد ظلمت من حيث التبني العالمي «تآمراً» وحتى العربي «تبعية» لتشخيص الوضع على أنه مجرد صراع ثنائي داخلي «شعب-ونظام» على تطبيق الديموقراطية وهو ما قد يكون حضر في أذهان بعض الشباب السوري، خلال الأيام الأولى للاحتجاجات، لكن المسألة كما يعرف العرب وغير العرب، أن توجيه الأحداث قد جُيّر لضرب مقدرات هذا البلد العربي، ومقدرات الأمة ككل، وتخريب بنيتها العقائدية والاجتماعية، لحساب الرابحين إقليمياً ودولياً.
ولذلك، فإن الإصداع بالحق هو أقل التكفير عن الذنب، سيما وقد وقف أغلب العرب على خطأ تقديراتهم وآثارها الكارثية عليهم، قد وجدوا فرصتهم المتأخرة، ولكن المؤاتية لإعلان كوننا تورطنا في تمزيق شرايين أمننا القومي العربي، واحداً تلو الآخر، والحصيلة المنكرة للسنوات التي استغرقتها هذه الكارثة خير دليل على أننا مغامرون هواة، صمموا على المشاركة في اللعبة التي لم تكن تعني غير رهن أمننا القومي وسياداتنا العربية، وتخريب ما بني بعد نجاح حركة التحرر الوطني العربي في الخروج بنا من مرحلة الاستعمار إلى مرحلة الاستقلال والحرية.
فالأتراك والإيرانيون والروس وبعض الغرب، يعيدون إنتاج تاريخ السيطرة والهيمنة على الإقليم العربي، مثلما كانوا دائماً، يأملون بأن نكون مجرد طرائد جريحة، ليعملوا فيها أنياب أحلامهم وثاراتهم الإمبراطورية، أما الميليشيات وكتائب الإثنيات الانفصالية، فقد كانت دائماً، عن رضى وتواطؤ أو عن مناورة متهورة، مخالب لأعداء أمتنا الجريحة سواء أكانوا ضباعاً أم وحوشاً ضارية.
* همس:
لا أرى جديداً سوى المزيد من العزلة الملزمة، التي تحولت إلى قيمة في سبيل محاربة الوباء المتفشي، حفظاً للنفس من الذهاب مبكراً. ولم يبقَ من هذا الشهر الفضيل سوى الطابع الروحي المتناقض مع الطابع الاستهلاكي الفج، معززين باعتزال الخلق تماماً كما جاء في الأثر:» أن الْحِكْمَة عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، مِنْهَا تِسْعَةُ أَجْزَاءٍ فِي الصَّمْتِ، وَالْعَاشِرَةُ عُزْلَةُ النَّاسِ». ولكن منحنا الاعتزال -والحمد لله- بركة القراءة التي تؤانسنا في الوحشة، و»أفضل العبادة الصمت، وانتظار الفرج» كما جاء عن الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه.