ذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبغين وبريجنسكي أن «أسوأ سيناريو يمكن أن تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية هو تشكيل تحالف كبير بين الصين وروسيا، كما أن السياسة الأمريكية المعادية لروسيا والصين التي تنتهجها القيادة الأمريكية الحالية، والتي تعبر عن الأزمة الوجودية للنظام السياسي الأمريكي، إنما تدفع روسيا والصين إلى تحقيق هذا السيناريو الذي يعد الأسوأ للولايات المتحدة الأمريكية».
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1989، واستفراد الولايات المتحدة الأمريكية على النظام العالمي الجديد، وباتت هي الدولة المهيمنة والمسيطرة على المستوى العالمي في المجال السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي، برزت الحاجة إلى نظام عالمي جديد يرتكز على تعدد الأقطاب وقيام تحالفات إقليمية ودولية من أجل إنشاء توازن دولي مبني على المصالح المشتركة بدلاً من استعمال القوى وسياسة التأثير.
«هناك قانون متعارف عليه في السياسة الدولية مفاده عندما تصبح إحدى الأمم أقوى من اللازم فإن الدول الأخرى ستتكتل لموازنة قوتها معها»، وهذا ما أدى إلى قدرة كل من روسيا والصين على إقامة تحالف قوي قائم على التفاهم الاستراتيجي الرافض إلى القطبية الأحادية والدعوة إلى إقامة عالم متعدد الأقطاب يسوده الأمن والسلم ويحقق المصالح المشتركة.
وقد مرت العلاقات الصينية الروسية بمنحنيات متقلبة نتيجة للمتغيرات الدولية والخلافات الحدودية، إلا أن المصالح العليا المشتركة كانت هي الغالبة دائماً مما حدا إلى إنشاء تحالف وإقامة علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية من أجل السعي إلى إعادة توازن القوى اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
إن ما يميز التحالف المشترك بين روسيا والصين هو إدراكهما لأهمية الاستراتيجية للطرف الآخر، فكلاهما يرفضان الهيمنة العالمية الأمريكية ويسعيان إلى نظام سياسي دولي جديد قائم على تعدد مراكز القوى، وكذلك إقامة نوع من التوازن الاستراتيجي مع السياسة الأمريكية الهادفة إلى توسيع حلف الناتو نحو شرق أوروبا ومنطقة المحيط الهادي من ناحية أخرى.
وتعززت العلاقات الروسية الصينية في مجالات عدة، وخاصة في المجال الاقتصادي والتجاري والعسكري والتكنولوجي، ففي عام 2019 اتفقت روسيا والصين على استخدام عملتيهما في التبادل التجاري بدلاً من الدولار، كما أن الصين مهتمة جداً بالحصول على الخبرة والتقنية الروسية ومصادر الطاقة اللازمة لمسيرة إصلاحها التنموية مقابل فتح الأسواق الصينية الواسعة لبيع الصناعات العسكرية الروسية وجدب الاستثمارات الروسية داخل أراضيها، كما سعت الدولتان نحو تعزيز الأمن المشترك عبر إيجاد حل مشترك لمشاكل الحدود والتواجد العسكري على حدودهما ونزع السلاح من المناطق الحدودية الشرقية والغربية، كما شرعت روسيا إلى الإعلان عن تشييد طريق المريديان السريع الذي يربط بين القارتين الأوروبية والآسيوية وتأسيس طريق جديد للنقل في منطقة أوراسيا، والذي يعمل على تعزيز مبادرة الحزام والطريق وأساساً لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي.
كما سعت كلتا الدولتين لإقامة تحالفات مشتركة مع الدول المجاورة، فتم إنشاء منظمة شنغهاي التي تتكون بالإضافة إلى روسيا والصين كل من دول آسيا الوسطى الأربع وباكستان والهند، والذي يهدف إلى زيادة التبادل التجاري وتقوية التعاون الاقتصادي بين الدول، كما أنه يهدف إلى إبعاد الولايات المتحدة الأمريكية عن آسيا الوسطى لم يمثله من أهمية جيوسياسية واستراتيجية لكل من روسيا والصين.
وتأسيساً على ذلك، قامت الدولتان بإنشاء تجمع اقتصادي كبير على غرار G7 وهو ما يسمى «بريكس» والذي يضم أيضاً الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وتمتلك روسيا والصين موارد هائلة، حيث تمتلك الصين المورد البشري والمالي والتكنولوجيا المتطورة، وفي المقابل تمتلك روسيا القوة العسكرية والسياسية بالإضافة إلى مصادر الطاقة، مما يجعلهما قوتين لا يستهان بهما على المستوى الدولي.
إن المواقف السياسية والاستراتيجية التي تتبعها كل من الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وذلك بغية الحفاظ على مصالحهم وهيمنتهم على المستوى الدولي والإقليمي، وهو يتطلب ضرورة التعاون والتفاهم الاستراتيجي حول نقاط الاختلاف لمنع تحول العلاقة بينهما إلى صراع محتدم تتضارب فيه المصالح التي من الممكن إن تهدد أمن واستقرار النظام السياسي الدولي بأجمعه.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1989، واستفراد الولايات المتحدة الأمريكية على النظام العالمي الجديد، وباتت هي الدولة المهيمنة والمسيطرة على المستوى العالمي في المجال السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي، برزت الحاجة إلى نظام عالمي جديد يرتكز على تعدد الأقطاب وقيام تحالفات إقليمية ودولية من أجل إنشاء توازن دولي مبني على المصالح المشتركة بدلاً من استعمال القوى وسياسة التأثير.
«هناك قانون متعارف عليه في السياسة الدولية مفاده عندما تصبح إحدى الأمم أقوى من اللازم فإن الدول الأخرى ستتكتل لموازنة قوتها معها»، وهذا ما أدى إلى قدرة كل من روسيا والصين على إقامة تحالف قوي قائم على التفاهم الاستراتيجي الرافض إلى القطبية الأحادية والدعوة إلى إقامة عالم متعدد الأقطاب يسوده الأمن والسلم ويحقق المصالح المشتركة.
وقد مرت العلاقات الصينية الروسية بمنحنيات متقلبة نتيجة للمتغيرات الدولية والخلافات الحدودية، إلا أن المصالح العليا المشتركة كانت هي الغالبة دائماً مما حدا إلى إنشاء تحالف وإقامة علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية من أجل السعي إلى إعادة توازن القوى اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
إن ما يميز التحالف المشترك بين روسيا والصين هو إدراكهما لأهمية الاستراتيجية للطرف الآخر، فكلاهما يرفضان الهيمنة العالمية الأمريكية ويسعيان إلى نظام سياسي دولي جديد قائم على تعدد مراكز القوى، وكذلك إقامة نوع من التوازن الاستراتيجي مع السياسة الأمريكية الهادفة إلى توسيع حلف الناتو نحو شرق أوروبا ومنطقة المحيط الهادي من ناحية أخرى.
وتعززت العلاقات الروسية الصينية في مجالات عدة، وخاصة في المجال الاقتصادي والتجاري والعسكري والتكنولوجي، ففي عام 2019 اتفقت روسيا والصين على استخدام عملتيهما في التبادل التجاري بدلاً من الدولار، كما أن الصين مهتمة جداً بالحصول على الخبرة والتقنية الروسية ومصادر الطاقة اللازمة لمسيرة إصلاحها التنموية مقابل فتح الأسواق الصينية الواسعة لبيع الصناعات العسكرية الروسية وجدب الاستثمارات الروسية داخل أراضيها، كما سعت الدولتان نحو تعزيز الأمن المشترك عبر إيجاد حل مشترك لمشاكل الحدود والتواجد العسكري على حدودهما ونزع السلاح من المناطق الحدودية الشرقية والغربية، كما شرعت روسيا إلى الإعلان عن تشييد طريق المريديان السريع الذي يربط بين القارتين الأوروبية والآسيوية وتأسيس طريق جديد للنقل في منطقة أوراسيا، والذي يعمل على تعزيز مبادرة الحزام والطريق وأساساً لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي.
كما سعت كلتا الدولتين لإقامة تحالفات مشتركة مع الدول المجاورة، فتم إنشاء منظمة شنغهاي التي تتكون بالإضافة إلى روسيا والصين كل من دول آسيا الوسطى الأربع وباكستان والهند، والذي يهدف إلى زيادة التبادل التجاري وتقوية التعاون الاقتصادي بين الدول، كما أنه يهدف إلى إبعاد الولايات المتحدة الأمريكية عن آسيا الوسطى لم يمثله من أهمية جيوسياسية واستراتيجية لكل من روسيا والصين.
وتأسيساً على ذلك، قامت الدولتان بإنشاء تجمع اقتصادي كبير على غرار G7 وهو ما يسمى «بريكس» والذي يضم أيضاً الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وتمتلك روسيا والصين موارد هائلة، حيث تمتلك الصين المورد البشري والمالي والتكنولوجيا المتطورة، وفي المقابل تمتلك روسيا القوة العسكرية والسياسية بالإضافة إلى مصادر الطاقة، مما يجعلهما قوتين لا يستهان بهما على المستوى الدولي.
إن المواقف السياسية والاستراتيجية التي تتبعها كل من الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وذلك بغية الحفاظ على مصالحهم وهيمنتهم على المستوى الدولي والإقليمي، وهو يتطلب ضرورة التعاون والتفاهم الاستراتيجي حول نقاط الاختلاف لمنع تحول العلاقة بينهما إلى صراع محتدم تتضارب فيه المصالح التي من الممكن إن تهدد أمن واستقرار النظام السياسي الدولي بأجمعه.