لا شك أن تداعيات الأوضاع في أفغانستان وانسحاب القوى الدولية وترك الساحة لحركة طالبان، سيلامس كل دول المنطقة إذا لم يكن العالم أجمع، خاصة وبعد تبدل الاعتبارات الأمريكية وتغيير تصنيفها للحركة من إرهابية إلى شريك استراتيجي وطرف جلست معه على طاولة المفاوضات.
نفس الأوضاع تتبدل اليوم أيضاً مع الحوثيين في اليمن والذين كانوا إرهابيين من قبل، ويجري حالياً إعادة تدويرهم في مصنع سمكرة الحركات لتخرج من الجانب الآخر كحركة سياسية ناعمة تريد إقامة ديمقراطية في اليمن الذي أصبح بلداً يعاني مجاعة بسبب جرائمهم، منذ أن ظهروا وقتلوا أبناء جلدتهم وجوعوهم.
المشهد بالكامل في المنطقة يتغير لمآلات أخرى، ولن يصاب بأذى تلك المآلات إلا دول منطقة الخليج العربي، فقد أعلنت أمريكا عن ترحيل قرابة 10 آلاف مترجم أفغاني تعاون مع القوات الأمريكية خلال السنوات العشر الماضية، وذلك خشية عليهم من انتقام طالبان باعتبارهم «خونة» تعاملوا مع العدو، لكن يشاع أن هذا الترحيل سيكون بتسكينهم في دول المنطقة، وبلادنا لا ينقصها المشاكل حتى تستضيف مشكلات أمريكا ومخلفات حربها في أفغانستان التي تعرف بأنها الدولة العصية على الاحتلال.
سياسات أمريكا التي تتسم بالموسمية «كل 4 – 8 سنوات»، لا تأتي لنا بأي خير، فما أن تؤيد الموقف الخليجي وتظهر له دعماً، حتى تأتي إدارة أخرى لتبدل مواقفها، وما آمنت به الإدارة السابقة، تكفر به الإدارة الحالية، وبعد أن كانت طالبان وجماعة الحوثي جماعات إرهابية، تؤذي المنطقة بأكملها، نراهم اليوم على مقاعد التفاوض والحوار، وكأنهم لم يقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا أنثى وكأنهم جماعات مناضلة حقوقية تابعة لمنظمات حقوق الإنسان.
لكن ربما من بين هذه التحديات يمكن لدول الخليج أن تخلق فرصة واحدة لشل أرجل إيران التي استطالت في المنطقة، فها هي الدولة الفارسية تحاول مداعبة حركة طالبان، حتى لا تستأسد على الشيعة الأفغان كما فعلت من قبل، خاصة وأنهم باتوا يسيطرون على أكثر من 80% من الدولة، ولن يتوقفوا حتى يفرضوا على الجميع الولاء والبراء، وهذا لن يكون مرضياً لإيران أبداً.
فهل يمكن استغلال هذا الظرف غير المستقر للمنطقة الحدودية بين إيران وأفغانستان، بحيث تجبر الدولة الفارسية على تغيير وجهتها إلى الشرق وتوقف دعمها لجماعات الحوثي و «حزب الله» وتعيد ميليشياتها العاملة في سوريا؟ الأمر يحتاج لمزيد من الترقب والتدبر ومن ثم اقتناص الفرصة.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
نفس الأوضاع تتبدل اليوم أيضاً مع الحوثيين في اليمن والذين كانوا إرهابيين من قبل، ويجري حالياً إعادة تدويرهم في مصنع سمكرة الحركات لتخرج من الجانب الآخر كحركة سياسية ناعمة تريد إقامة ديمقراطية في اليمن الذي أصبح بلداً يعاني مجاعة بسبب جرائمهم، منذ أن ظهروا وقتلوا أبناء جلدتهم وجوعوهم.
المشهد بالكامل في المنطقة يتغير لمآلات أخرى، ولن يصاب بأذى تلك المآلات إلا دول منطقة الخليج العربي، فقد أعلنت أمريكا عن ترحيل قرابة 10 آلاف مترجم أفغاني تعاون مع القوات الأمريكية خلال السنوات العشر الماضية، وذلك خشية عليهم من انتقام طالبان باعتبارهم «خونة» تعاملوا مع العدو، لكن يشاع أن هذا الترحيل سيكون بتسكينهم في دول المنطقة، وبلادنا لا ينقصها المشاكل حتى تستضيف مشكلات أمريكا ومخلفات حربها في أفغانستان التي تعرف بأنها الدولة العصية على الاحتلال.
سياسات أمريكا التي تتسم بالموسمية «كل 4 – 8 سنوات»، لا تأتي لنا بأي خير، فما أن تؤيد الموقف الخليجي وتظهر له دعماً، حتى تأتي إدارة أخرى لتبدل مواقفها، وما آمنت به الإدارة السابقة، تكفر به الإدارة الحالية، وبعد أن كانت طالبان وجماعة الحوثي جماعات إرهابية، تؤذي المنطقة بأكملها، نراهم اليوم على مقاعد التفاوض والحوار، وكأنهم لم يقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا أنثى وكأنهم جماعات مناضلة حقوقية تابعة لمنظمات حقوق الإنسان.
لكن ربما من بين هذه التحديات يمكن لدول الخليج أن تخلق فرصة واحدة لشل أرجل إيران التي استطالت في المنطقة، فها هي الدولة الفارسية تحاول مداعبة حركة طالبان، حتى لا تستأسد على الشيعة الأفغان كما فعلت من قبل، خاصة وأنهم باتوا يسيطرون على أكثر من 80% من الدولة، ولن يتوقفوا حتى يفرضوا على الجميع الولاء والبراء، وهذا لن يكون مرضياً لإيران أبداً.
فهل يمكن استغلال هذا الظرف غير المستقر للمنطقة الحدودية بين إيران وأفغانستان، بحيث تجبر الدولة الفارسية على تغيير وجهتها إلى الشرق وتوقف دعمها لجماعات الحوثي و «حزب الله» وتعيد ميليشياتها العاملة في سوريا؟ الأمر يحتاج لمزيد من الترقب والتدبر ومن ثم اقتناص الفرصة.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية