يجتاح المراقب لأمن دول الخليج العربي شعور تجاوز حدود المرارة، وأمسى على أبواب اليأس من النجاح في لجم الطموح النووي العسكري الإيراني، ومما يزيد الأمر سوءاً التجاهل التام من قبل الإعلام لمتغيرات ثلاث مهمة حدثت مؤخراً وتقود إلى انتصار أجندة طهران النووية.
المتغير الأول هو التمنع الإيراني في الاستمرار في المفاوضات الجارية في فيينا وقد تحدثنا سابقاً عن الذرائع السبع التي تضعها كعراقيل لوقف سير المفاوضات وتتمحور حول طلب تعويضات من أمريكا وطلب تعهدات بعدم فتح ملفات أخرى خصوصاً ما يهم منها الدول الخليجية كالبرنامج الصاروخي والتدخل في شؤون الخليجيين الخاصة.
أما المتغير الثاني فهو موقف تل أبيب المتفهم للموقف الإيراني والموافق على ما يجري في فيينا حيث قال وزير الخارجية يائير لبيد إنه رغم عدم تأييده الاتفاق النووي مع إيران إلا إنه لا يعرف خطة بديلة.
أما المتغير الثالث فهو الموقف الأمريكي المتنصل من كل أمر يوقف إيران، وأمريكا تتنصل عن الانخراط الكامل في القضية وقد صرح رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز أن فرص عودة إيران للاتفاق النووي باتت أصعب، وأن أمريكا لن تدخل حرباً سببها المفاعلات النووية بمعنى «دبروا حالكم» لن نحارب بسبب المفاعل النووي.
كل ذلك يجري في غياب مشروع خليجي متكامل معلن أمام هذه المتغيرات، مما يجعل العواصم الخليجية الست أمام ثلاث خيارات قسرية؛ أولها تفاهم خليجي إيراني ويبدو أن الطرفين قريبان من هذه القناعة فقد عقدت الرياض وطهران ثلاث حوارات في العراق وقيل إن الرابع تم في مسقط، والخامس مخطط له نهاية أغسطس في بغداد. أما الخيار الثاني فهو الانضواء تحت مظلة بديلة للمظلة الأمريكية الراحلة، وقد بدا أن واشنطن تحضر فرنسا وبريطانيا للقيام بهذا الدور حتى لاتقفز الصين وروسيا في الفراغ المتشكل. أما الخيار الثالث فهو تحت عنوان الأمن الجماعي الخليجي بمظلة نووية ذاتية لتحقيق التوازن الاستراتيجي.
بالعجمي الفصيح
إيران تتمنع، أمريكا تتنصل وإسرائيل تتفهم؛
فهل تم بيع الخليج نووياً!؟!
{{ article.visit_count }}
المتغير الأول هو التمنع الإيراني في الاستمرار في المفاوضات الجارية في فيينا وقد تحدثنا سابقاً عن الذرائع السبع التي تضعها كعراقيل لوقف سير المفاوضات وتتمحور حول طلب تعويضات من أمريكا وطلب تعهدات بعدم فتح ملفات أخرى خصوصاً ما يهم منها الدول الخليجية كالبرنامج الصاروخي والتدخل في شؤون الخليجيين الخاصة.
أما المتغير الثاني فهو موقف تل أبيب المتفهم للموقف الإيراني والموافق على ما يجري في فيينا حيث قال وزير الخارجية يائير لبيد إنه رغم عدم تأييده الاتفاق النووي مع إيران إلا إنه لا يعرف خطة بديلة.
أما المتغير الثالث فهو الموقف الأمريكي المتنصل من كل أمر يوقف إيران، وأمريكا تتنصل عن الانخراط الكامل في القضية وقد صرح رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز أن فرص عودة إيران للاتفاق النووي باتت أصعب، وأن أمريكا لن تدخل حرباً سببها المفاعلات النووية بمعنى «دبروا حالكم» لن نحارب بسبب المفاعل النووي.
كل ذلك يجري في غياب مشروع خليجي متكامل معلن أمام هذه المتغيرات، مما يجعل العواصم الخليجية الست أمام ثلاث خيارات قسرية؛ أولها تفاهم خليجي إيراني ويبدو أن الطرفين قريبان من هذه القناعة فقد عقدت الرياض وطهران ثلاث حوارات في العراق وقيل إن الرابع تم في مسقط، والخامس مخطط له نهاية أغسطس في بغداد. أما الخيار الثاني فهو الانضواء تحت مظلة بديلة للمظلة الأمريكية الراحلة، وقد بدا أن واشنطن تحضر فرنسا وبريطانيا للقيام بهذا الدور حتى لاتقفز الصين وروسيا في الفراغ المتشكل. أما الخيار الثالث فهو تحت عنوان الأمن الجماعي الخليجي بمظلة نووية ذاتية لتحقيق التوازن الاستراتيجي.
بالعجمي الفصيح
إيران تتمنع، أمريكا تتنصل وإسرائيل تتفهم؛
فهل تم بيع الخليج نووياً!؟!