قبيل انعقاد مؤتمر قمة بغداد أو دول الجوار للعراق الذي عقد السبت الماضي، كثرت التصاريح الصحيفة بشأن وجود تقارب خليجي/ عربي مع إيران، واستمر الترويج لذلك التقارب بعد القمة أيضاً، التي هدفت إلى دعم العراق ومساعدته وتحسين ظروفه.
سأتفهم تلك الاجتماعات الجانبية التي تتم بين السعودية والإمارات ومصر من جهة، وبين قطر من جهة أخرى، فهذه دول كان بينها وبين قطر مقاطعة وانتهت باتفاق العُلا، ولابد من استكمال مصالحتها وتعزيز علاقاتها باللقاءات والاجتماعات، وقمة العراق شهدت ذلك، خاصة اجتماع الرئيس المصري بأمير قطر، ولكن ما الحكمة من «حشر» إيران في تلك الاجتماعات؟ ولا أقصد هنا قطر فالجميع يعلم نوعية العلاقات بين هذين البلدين، خاصة وأن إيران دولة شريفة في نظر قطر، ولكن ما أعنيه الترويج لاجتماع الإيرانيين مع الأشقاء من السعودية والإمارات ومصر، وأن هذا المؤتمر بداية لاجتماعات مستقبلية، والسؤال هو ما الفائدة التي ستجنى من الاجتماعات؟ وهل الحوار بين تلك الدول الثلاث وإيران سيكون «مختلفاً» هذه المرة؟
في اعتقادي أن الترويج للقاءات واجتماعات خليجية/ مصرية مع إيران، سواء المعلنة أو السرية في هذا المؤتمر العراقي للتقارب مع إيران، أو فتح صفحة جديدة مع نظامها هي مضيعة للوقت، وإهدار للجهد، لا طائل منها ولا فائدة، فدولنا تسمع لإيران منذ أكثر من 40 عاماً، ولم ترَ سوى تنقاض أفعالها مع أقوالها، وقد سبق وأن أعلنت رفضها لها، ووصل معها الأمر لحد قطع علاقات دولنا بها كما فعلت البحرين والسعودية، أو تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي معها، مثلما فعلت الإمارات ومصر، لتمادي نظامها واستمراره استهداف خليجنا وأمتنا العربية.
بلا شك نهتم للعراق وشعبها الشقيق، وكلنا حريصون على ازدهاره وأعماره، ولكن استغلال مؤتمره ليكون معبراً لترويج التقارب مع إيران، فهذا حجة وليست حاجة، فلا نحتاج لإيران طالما بقي نظام الولي الفقيه يحكمها، وجميعنا يدرك معاناة الشعب الإيراني وشعوب عربية أخرى بسبب هذا النظام، وأما دعاة التقارب مع إيران أو الساعين إليه أو المدافعين عنه، فهم إما عملاء لنظامها، أو لا يزالون مخدوعين بشعاراتها، أو أنهم لم يستفيدوا من دروس الماضي.