خمس من الأعوام مضت على إطلاق عمود «إشراقة»، حيث نشر أول مقال في هذا العمود في الأول من أكتوبر عام 2016، حيث كان بعنوان: «أما آن الأوان»، وقد آليت على نفسي أن أجعل هذا العمود لخدمة المجتمع والناس، ليكون صدى لصوتهم ومتنفس لهمومهم، كان همي أن أعالج المشاكل الاجتماعية، وقضايا الأسرة وهموم أفرادها فأصدح بكلمات مكنونة في صدر جميع أفراد الأسرة ويتحرج كل طرف أن يبوح به للآخر. ابتعدت كل البعد عن موضوعات السياسة لأنني أؤمن أن تلك الموضوعات يخوض فيها الجميع فانشغلوا عن هموم البيت والأسرة، الهموم الشخصية للناس، فكنت من أوائل الذين طرقوا هذا الباب.

دعوني أعترف أنني كنت مترددة في بداية مشواري عندما اخترت هذا النهج، فقد كنت أخشى أن أضطر لتغير سياسة العمود بعد شهور قليلة، كنت أخشى عدم تجاوبكم أيها القراء الأعزاء، لكنني أدركت من خلال هذه التجربة أن القضايا الاجتماعية والأسرية لها أصداء وأثر كبير في نفوسكم فلا زال تجاوبكم وتفاعلكم مع القضايا المطروحة في العمود لم يتغير بعد، ذلك التجاوب الذي يريح خاطري ويرويني لأزداد حماساً لاسيما من خلال التواصل المباشر عبر «الواتس أب»، وهذا التجاوب إما في صورة موضوعات مقترحة لأعالجها في العمود أو مداخلات على الموضوعات المطروحة.

خمس من الأعوام مضت لم أتخلف فيها عن الكتابة، كان هذا الالتزام تحدياً بالنسبة لي حيث كثرة المسؤوليات والأعباء التي على كاهلي لاسيما الوظيفية منها، وفي كل مرة كنت أحدث نفسي بإجازة أو استراحة محارب لكن تجاوبكم وتشجيعكم وتعليقاتكم تشد من أزري، وتشحذ همتي لأواصل الدرب.

5 أعوام مضت وها أنا أخط المقال رقم مئتين واثنين وثلاثين، تنوعت هذه المقالات، فهي بين مقالات تخاطب الأسرة، وبين مقالات تتفاعل مع القضايا الاجتماعية العامة، وأخرى تسلط الأضواء على بعض المبدعين وبعض الإنجازات، فأودعت المقالات المتعلقة بالأسرة في كتاب أصدرته ودشنته في معرض الأيام للكتاب، بعنوان ديوانية أسرة، ولازلت أذكر كلمات الإعجاب للقراء حول هذا الكتاب ولا زلت أذكر أن بعض الإعلاميين ناقشوا بعض موضوعات الكتاب في برامجهم الإعلامية وأبرزهم الإعلامية القديرة صاحبة الصوت الذهبي نسرين معروف، واليوم وبعد مرور 5 أعوام على عمود «إشراقة»، أعاهدكم أيها القراء على الاستمرار في مسيرتي وأن أكون عند حسن ظنكم، فلكم مني كل التقدير والامتنان.