كثيراً ما نُـفاجَـأ بأفعال أو ردود أفعال أسقطت أشخاصاً من حساباتنا بعد أن رسمنا لهم صوراً راقية في مخيّـلتنا، وقد لا يكون أولئك الأشخاص سيئون إنما هناك أحداث تُخرج الإنسان عن السيطرة على انفعالاته وسلوكياته. ذاك يُحدده مقدار ما يتمتع به الإنسان من الذكاء العاطفي وقدرته على تسخيره في ضبط انفعالاته وردود أفعاله تجاه الآخرين.
وهنا نتساءل: هل يتمتّع الذكاء الاصطناعي بذكاء عاطفي ليجمع بين علم الآلة وعلم النفس؟
نعلم أن الذكاء العاطفي يختلف جذرياً عن الذكاء المعرفي، فهو يرتكز على قدرة الإنسان على السيطرة على انفعالاته والتعبير عن مشاعره والتأقلم مع المواقف التي يتعرض لها. لذا بالإمكان التعرّف على الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي المتدني مقارنة بذوي الذكاء العاطفي المرتفع، فالنوعية الأولى تتسم بردود أفعال غير محسوبة وبسلوكيات صاخبة وانفعالات سريعة، وعادة يصعب عليها نسج علاقات اجتماعية ناجحة. أما النوعية الثانية فإنها تتميز بميّزات تبرزها للمحيطين بها وبإمكانات مؤثرة في تواصلها مع الآخرين، ومهارات إقناع بارعة في تعاملها مع نظرائها أو منافسيها.
وهناك سمات ومهارات اجتماعية تٌعيننا على تقييم مستوى الذكاء العاطفي للمتعاملين معنا، منها:
امتلاكهم لمهارة إنصات عالي لمحدّثيهم، احترامهم لأفكار المخالفين ومحاججتهم بشكل منطقي، تقـبُّـل النقد برحابة صدر، امتلاك مهارات تفاوضية عالية، محافظتهم على التواصل البصري مع الآخرين ومراعاة ردود أفعالهم، تعاطفهم مع المحيطين بهم فيما يمرّون به من مشكلات، إبدائهم لردود أفعال إيجابية عند مناقشة الغير مع الإلمام بمواضيع النقاش، تحكّمهم بمشاعرهم عند الغضب أو الحزن، التعامل بعقلانية مع مشاعر العداء والكراهية، بثّـهم جو من الطاقة الإيجابية للآخرين بغض النظر عما يشعرون به، امتلاكهم حساً عالياً بالأمان النفسي مما ينعكس على سلوكياتهم، الأمر الذي يُحبّب الناس في مجالستهم.
وبعد كل ما سبق، وبمقارنة بسيطة مع التقنيات الحالية للذكاء الاصطناعي نجد أن الأخيرة ما تزال لا تتسم بتلك السمات والمهارات لكونها تفتقد لذاك الحِس الذي يميٌّز الإنسان عن سواه من المخلوقات، وربّما تقترب بعض الروبوتات بتصميمها من بعض السمات المتصلة بالذكاء العاطفي إلاّ أنها لم تتحلّى بكمالها بعد لكونها تطوَّر بخوارزميات لأداء مهام معينة لم تجمع حتى الآن كل تلك المهارات وإن تعلّمت كتقنيات وروبوتات من ممارساتها كآلة إلاّ أن نطاق ذلك مازال محدوداً.
وبالرجوع لتقنية Ask Delphi التي طوّرها معهد Allen Institute for AI لتؤدي دور «الحكيم الذكي» المفترض أن يُجيب على الأسئلة المباشرة ويحل المعضلات الأخلاقية ويُقدم النصائح لسائليه، وُجد أنه لم ينجح بعد بالشكل المأمول ولم يصل لمرحلة النُضج ليكون «حكيماً ذكياً».
ولتمكين روبوتات الذكاء الاصطناعي عاطفياً وتطوير قدراتها على تمييز نبرة الصوت البشري وحركة الجسم والتعرف على مشاعر الإنسان، تم استحداث مجال تكنولوجي جديد وهو معالجة إشارة السلوك أو (Behavior signal processing)، الموجّه خصيصاً نحو المعلومات المشفّرة في الصوت البشري، حيث يتوقع أن يحقق قفزات مهمة في تطوير قدرة روبوتات الذكاء الاصطناعي العاطفي.
ووفقا لتقرير بحثي نشر في يوليو 2020 بواسطة Markets and Markets أنه من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي العاطفي من 26.8 مليار دولار في 2020 إلى 140 مليار دولار في 2025 بمعدل نمو سنوي 37.4% ليخدم مجالات عدة مثل التعليم عن بُعد وعلاج التقلبات النفسية والمزاجية ومراقبة مرضى العناية المركزة.
{{ article.visit_count }}
وهنا نتساءل: هل يتمتّع الذكاء الاصطناعي بذكاء عاطفي ليجمع بين علم الآلة وعلم النفس؟
نعلم أن الذكاء العاطفي يختلف جذرياً عن الذكاء المعرفي، فهو يرتكز على قدرة الإنسان على السيطرة على انفعالاته والتعبير عن مشاعره والتأقلم مع المواقف التي يتعرض لها. لذا بالإمكان التعرّف على الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي المتدني مقارنة بذوي الذكاء العاطفي المرتفع، فالنوعية الأولى تتسم بردود أفعال غير محسوبة وبسلوكيات صاخبة وانفعالات سريعة، وعادة يصعب عليها نسج علاقات اجتماعية ناجحة. أما النوعية الثانية فإنها تتميز بميّزات تبرزها للمحيطين بها وبإمكانات مؤثرة في تواصلها مع الآخرين، ومهارات إقناع بارعة في تعاملها مع نظرائها أو منافسيها.
وهناك سمات ومهارات اجتماعية تٌعيننا على تقييم مستوى الذكاء العاطفي للمتعاملين معنا، منها:
امتلاكهم لمهارة إنصات عالي لمحدّثيهم، احترامهم لأفكار المخالفين ومحاججتهم بشكل منطقي، تقـبُّـل النقد برحابة صدر، امتلاك مهارات تفاوضية عالية، محافظتهم على التواصل البصري مع الآخرين ومراعاة ردود أفعالهم، تعاطفهم مع المحيطين بهم فيما يمرّون به من مشكلات، إبدائهم لردود أفعال إيجابية عند مناقشة الغير مع الإلمام بمواضيع النقاش، تحكّمهم بمشاعرهم عند الغضب أو الحزن، التعامل بعقلانية مع مشاعر العداء والكراهية، بثّـهم جو من الطاقة الإيجابية للآخرين بغض النظر عما يشعرون به، امتلاكهم حساً عالياً بالأمان النفسي مما ينعكس على سلوكياتهم، الأمر الذي يُحبّب الناس في مجالستهم.
وبعد كل ما سبق، وبمقارنة بسيطة مع التقنيات الحالية للذكاء الاصطناعي نجد أن الأخيرة ما تزال لا تتسم بتلك السمات والمهارات لكونها تفتقد لذاك الحِس الذي يميٌّز الإنسان عن سواه من المخلوقات، وربّما تقترب بعض الروبوتات بتصميمها من بعض السمات المتصلة بالذكاء العاطفي إلاّ أنها لم تتحلّى بكمالها بعد لكونها تطوَّر بخوارزميات لأداء مهام معينة لم تجمع حتى الآن كل تلك المهارات وإن تعلّمت كتقنيات وروبوتات من ممارساتها كآلة إلاّ أن نطاق ذلك مازال محدوداً.
وبالرجوع لتقنية Ask Delphi التي طوّرها معهد Allen Institute for AI لتؤدي دور «الحكيم الذكي» المفترض أن يُجيب على الأسئلة المباشرة ويحل المعضلات الأخلاقية ويُقدم النصائح لسائليه، وُجد أنه لم ينجح بعد بالشكل المأمول ولم يصل لمرحلة النُضج ليكون «حكيماً ذكياً».
ولتمكين روبوتات الذكاء الاصطناعي عاطفياً وتطوير قدراتها على تمييز نبرة الصوت البشري وحركة الجسم والتعرف على مشاعر الإنسان، تم استحداث مجال تكنولوجي جديد وهو معالجة إشارة السلوك أو (Behavior signal processing)، الموجّه خصيصاً نحو المعلومات المشفّرة في الصوت البشري، حيث يتوقع أن يحقق قفزات مهمة في تطوير قدرة روبوتات الذكاء الاصطناعي العاطفي.
ووفقا لتقرير بحثي نشر في يوليو 2020 بواسطة Markets and Markets أنه من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي العاطفي من 26.8 مليار دولار في 2020 إلى 140 مليار دولار في 2025 بمعدل نمو سنوي 37.4% ليخدم مجالات عدة مثل التعليم عن بُعد وعلاج التقلبات النفسية والمزاجية ومراقبة مرضى العناية المركزة.