العجيري اسم ارتبط بالبشارات كالبشارة بحلول هلال شهر رمضان والبشارة بحلول هلال العيد، والبشارة بهطول الأمطار، وثق الناس في جميع أنحاء العالم العربي بآرائه وقراءاته الفلكية، إنه الدكتور والعالم الفلكي العربي الكويتي د. صالح العجيري فهو ذاك العالم الذي أسس في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين مرصداً فلكياً في الكويت وعلى نفقته الخاصة واشترى قسيمة في الزاوية الغربية الجنوبية من منطقة الأندلس وتوجه في عام 1973 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشراء القبة الخاصة بالمركز والتي كان طولها ثلاثة أمتار وفي عام 1977 تم اقتراح تسمية المرصد باسمه فسُمي مرصد العجيري، ثم أنشأ النادي العلمي في الوقت الذي كان العجيري يسعى فيه لبناء مرصده الخاص، فرأى كل منهم بالآخر تشابهاً بالهدف والرسالة، مما أدى إلى نشوء هذا التعاون الذي توّج ببناء مرصد العجيري برعاية من أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، وكذلك متحف العجيري الفلكي الذي افتتح في 5 أغسطس 2013، ويحوي مكتبة تضم أهم مؤلفاته ومنجزاته، ليس هذا فحسب بل وضع تقويماً فلكياً وهو «تقويم العجيري» المُسمى على اسمه، والذي يتميز بدقة حساباته، واعتمدته دولة الكويت رسمياً في جميع معاملاتها الرسميةوالحقيقة أن إنجازاته العلمية العالمية في الفلك وعلومه كثيرة من خلال أبحاثه العلمية وكتبه ومؤلفاته والندوات والمحاضرات والبرامج التي كان يقدمها في المراكز العلمية المتخصصة والأندية والمشاركات بفعاليات مختلفة في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية مسيرته الطويلة في الإنجازات العلمية دفعت الكويت لتكريم الراحل على ما قدمه من إنجازات، ومنحته جامعة الكويت الدكتوراه الفخرية في العلوم عام 1981 وقلادة مجلس التعاون للعلوم عام 1988.وها قد انتهت مسيرته الطويلة في الإنجازات العلمية تاركاً وراءه إرثاً تاريخياً مميزاً مسيرة استمرت مئة عام واثنين حيث ولد في الكويت، في 23 يونيو 1920، وتوفي في 10 فبراير 2022 فودع العالم في تاريخ مميز ومن المفارقات أن هذا العالم كان يكتب حكماً وأقوالاً في كل صفحة من صفحات التقويم الذي يصدره سنوياً، وكتب على صفحة تاريخ «10 فبراير»، وهو تاريخ وفاته الحديث النبوي الشريف: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِك»، فقرأ الناس جميعاً هذا الحديث يوم وفاته ليودعونه به، وكأنه يذكرهم أن يغتنموا حياتهم بالعطاء والإنجازات، ودع الكويت والعالم العربي هذا الراحل لترث الكويت إنجازاته العلمية وتاريخه المعطاء لتكون ثروة من ثروات الكويت والعالم العربي تنهل منها الأجيال، رحمك الله يا دكتور صالح العجيري وأثابك الله عما صنعت خير الجزاء.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90