مقالات عن
: مراقبة الخليج
لم يعد «الحشد الشعبي» تحت سن الرشد العسكري القتالي، وإن كان لايزال تحت رعاية قاسم سليماني، حيث إن علينا في الخليج أن نقدر أن مقاتلي الحشد قد طعمتهم المواجهات ولهيب الحرب وغبار المعارك، وهم على وشك الخروج من دائرة الفلوجة والرمادي والموصل إلى الخط المستقيم جنوباً للحدود السعودية، ثم في قوس الالتفاف للتسرب برمال ومياه الخليج...
لا يمكننا التنبؤ بما ستقوم به روسيا فذلك لغز، ملفوف في الغموض، داخل أحجية، لكن ربما هناك مفتاح هو مصالح روسيا القومية. ولم تتغير روسيا منذ أن قال تشرشل ذلك في عام 1939 والعالم يخطو نحو الحرب العالمية الثانية. فمن من مفارقات الروس أنهم بدؤوا علاقاتهم باليمن في عام 1927 من السعودية، حين سلم محافظ الحديدة في جدة للمندوب الروسي عرض...
في مدينة براغ التشيكية، ولمقاومة الغرق في ثلاثين جلسة عن الأمن الإقليمي، تسللت خفية لشوارع وطرقات تلك المدينة الساحرة، وحين تهادى لأذني أزيز ثرثرة لطيفة باللغة السلافية التشيكية؛ التفت لفتاة تسير خلفي مع صويحباتها مستفسراً عن سر جمال مدينتهم، فقالت التي تشبه شمس النهار: لقد حافظ عليها «هتلر» من الدمار ليقيم فيها العروض...
يصفني صديق بالرجعية المستترة،حيث أسمي العصابة المحتلة لفلسطين بالصهاينة، وليس «إسرائيل» في أغلب ما أكتب،رغم اختفاء اللحظات البراقة للمقاومة المسلحة، وتوقف الحروب الدبلوماسية التي حاصرت إسرائيل لعقود. ولم يفهم أن ذلك آخر خطوط دفاعاتي الرافضة للتطبيع المذل. لكن توحش نظرية المؤامرة في العقل الجمعي العربي قادني يوم الجمعة...
ما يجري في العراق وسوريا ليس تغييراً زلزالياً يحطم المدن ويترك أخاديد سياسية، واقتصادية، وعسكرية، ونفسية، بين الفرقاء في الوطن الواحد، حيث يعودون بعد تجاوزها لإصلاح حالهم. بل إن ما يجري تغيير بركاني انبثقت منه الحمم، والغازات، والرماد، وسالت في هيئة لوافظ ساخنة، وصلت تبعاتها الجوار الإقليمي. وبعد أن تبرد البراكين عادة تزداد...
يشبه خروج بريطانيا «Brexit» من الاتحاد الأوروبي في 2016، خروجها من الخليج في 1971. هذا ما تبادر لذهني جراء مساحات الفراغ الكثيرة في صورة الانسحاب الحالي. وهو تأصيل للنزعة البراغماتية البريطانية، ففي الانسحاب الأول تقرر سحب جميع القوات البريطانية من شرق السويس حتى لا تصبح لندن شركة أمن خاصة لشركات النفط الأمريكية. وفي حينه بادرت إمارات...
لم تمر»غزوة قوم لوط» الإرهابية التي شنها ذئب منفرد، وتبناها تنظيم شذاذ الآفاق «داعش» في أورلاندو، دون أن يستثمر في أسهمها الأفاقون الآخرون المشاركون في «غزوة البيت الأبيض» سعياً لرئاسة أمريكا. فقد عاجلنا القبيح دونالد ترامب بجعله من الحادثة برنامجاً دعائياً له لمنع المسلمين من دخول أمريكا تحت عنوان «ألم أقل لكم؟»، ولم يكن...
صباح بيروتي بارد، تاكسي رائحته زعتر، لكن ترتيل عبدالباسط جعل له هيبة، نزلت، ضللت طريقي في شوارع الأشرفية الضيقة، فرشة الحرب الأهلية اللبنانية تركت مسحة شاحبة على حيطان هذه المنطقة المسيحية. وجدت بقالة صغيرة تنبعث منها همسات فيروز، امتدادها الداخلي بحجم بابها الخشبي المتهالك، أنبلج وجه صبية باهرة الحسن، تجلـى نورها، توارت شمس...
الرمز أرقى معاني الإدراك للواقع، فإذا كان من وضع صورة نمر النمر على راجمات صواريخ تدك الفلوجة سفيهاً، فذلك حسن ظن منا، لكن إن كان من قيادات «الحشد الشعبي» فقد فهمنا الرسالة الاستفزازية للحكومات الخليجية وللسعودية خاصة، لجرنا لمماحكات طائفية يجيد «الحشد الشعبي» ليس إثارتها فحسب، بل وحسن إدارتها، حتى أصبحنا في الكويت نبحث عن...
المعلومة متوفرة والمتابعة معيبة، هذا هو ملخص حال صانع القرار الخليجي في تعامله مع ملف العلاقات الخليجية الهندية في الجانب العسكري. فقد زم البعض شفتيه تبرماً من استضافة إيران للمدمرتين الهنديتين «غانغا إف 22» و«تريكند إف 51»، لإجراء تمرين بحري مشترك، دون أن يعي أننا من أدخل البوارج الحربية للخليج لخلق توازن مع طهران. إن ثقافة...
المؤتمر الخليجي الاستراتيجي الثاني الذي استضافته البحرين مؤخراً والذي نظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، استحوذت جلساته التي عقدت على مدى يومين، وبشكل واضح، على التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، تحقيقاً لأجنداتها الطائفية و»هوسها» الكبير في السيطرة والتحكم في المنطقة.والملفت للانتباه أن...
رغم تراجعه إبان الملكيات الهاشمية والبهلوية المتدثرة بالحكم البريطاني، وتحت عمامة الهدنة المذهبية الراهنة، إلا أن ما بين العراق وإيران يبقى أطول حقد دولي تاريخي موثق يعود إلى آلاف السنين. وفي ظل ظروف سيادية غير متكافئة، وتحت إدارة حكومات طارئة مؤقتة تحتمي بالمنطقة الخضراء لتمارس سوء الإدارة والفساد، استغلت طهران الفرصة...