ثامر طيفور

تعتبر "النقصة الرمضانية" عادة بحرينية وخليجية قديمة طرأت عليها في الآونة الأخيرة تغييرات طالت شكلها ومحتواها، وباتت تهدى بلمسة عصرية، يرى البعض أنها أفقدت النقصة بساطتها وأخلت بجوهرها، فيما يرى آخرون أن التطوير والتحديث مطلوب.

وآخر التقليعات التي انتشرت بين البنات في رمضان هذا العام، تقديم "الدلة أم خصر" كنقصة، وهي نوع من حافظات السوائل الساخنة عالي الجودة، وتتراوح أسعاره ما بين 3.5 دينار إلى 7 دنانير للدلة الواحدة، وتتفاوت الأسعار من مكان عرض وآخر.

وقالت ربة المنزل أم عبدالله والتي شاركت في هذه التقليعة: "الهبة لها تأثير على الناس لزيادة الإقبال على شراء بضائع أحياناً غير ضرورية، لكن تهتم لاقتنائها لمواكبة الهبة الدارجة والترند".

وأضافت أم عبدالله:"طبعا لا ضرر من مواكبة كل ما هو جديد في عالم التسوق واقتناء كل ما هو جميل في الشهر الفضيل، لكن وفق الحاجة، فليس الهدف من الشهر الفضيل تكديس الأواني وترامس الشاي، والشهر أجمل ما فيه بساطته وليس المظاهر".

وقالت عائشة أحمد وهي موظفة حكومية لـ"الوطن": "في السنة الماضية أهديت صديقاتي نقصة كانت عبارة عن وعاء زجاجي جميل لوضع الأغراض البسيطة مثل الأقلام أو السكاكر، هذه السنة ومع انتشار الدلة "أم خصر" والقدرة على شرائها بأسعار بسيطة، وجدت بأنها النقصة الأنسب".

من جانبها، قالت ربة المنزل مريم البسام لـ"الوطن" إن مثل هذه التقليعات تنتشر فقط بين الشابات، نحن ربات المنازل نفضل الأمور الأكثر عملية، لماذا أهدي صديقتي دلة وهي لديها دلال، قبل فترة انتشرت هبة إهداء "المواعين المزركشة" ولم أشارك فيها، أحب الحفاظ على النقصة التقليدية".

والنقصة البحرينية التقليدية، والمتعارف عليها تتكون من أطباق الطبخ التي تحضرها ربة المنزل، وكان يوصلها الأطفال إلى الجيران أو الأصدقاء، وقد سميت ب"نقصة" تمثيلاً لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندنا قال:"ما نقص مال من صدقة"، وقوله:" تهادوا تحابوا".

من جهتها قالت نوال محمد: النقصة من أجمل العادات الرمضانية المتبعة في البحرين، وهي تدل على روح الألفة والمحبة بين الجيران، وتزيد من صلة التقارب فيما بينهم، ولها الأثر العظيم على النفوس، وكثيراً منا صار يتفنن في تقديمها، وأنا لا أعارض اختراع أي نقصة جديدة، الإبداع مطلوب".