ثامر طيفور




بكثير من الحنين، يتذكر أهل البحرين من صيادي اللؤلؤ رحلات السنابك في عرض البحر، يوم كان السنبوك يتهادى في الخليج وتهزه الرياح يمنة ويسرة على مواويل الغوص، باحثاً عن الهيرات التي تحمل الخيرات.

قبل الرحلة «ينفح» النوخذة لكل غواص مبلغاً من المال يقارب 10 روبيات لسد احتياجات الأسرة طيلة غياب الغواص بعيداً في الخليج، وقبل انطلاقهم بيوم واحد، يفضل الغواصين أكل اللحم، ففي البحر لا طعام سوى السمك، ويأكلون على ظهر السفينة وجبتين رئيستين صباحاً ومساء بعد صلاة العشاء مباشرة وقوامهما السمك، أما على الغداء فيأكلون التمر فقط حتى يكونوا أكثر خفة للغوص في البحر.

وتعتبر «السنبوك» أحد أكثر أنواع السفن الملائمة لموسم الغوص، حيث يتراوح طول قاعدة السنبوك بين 40 و60 قدماً، وله صاريتان وعدد كبير من المجاديف. ويتميز السنبوك بمؤخرة شبه مربعة مزينة بالنقوش والزخارف، يتسع لأكثر من 30 شخصاً، كما أن السنبوك مزود بأشرعة عالية تساعده على الحركة بشكل أفضل، وهو مصنوع من خشب الساج الذي يحضر من الهند.

ومن التجار من يملك سفينة خاصة ومن يستأجرها، ويدخل الغواصون البحر بعد اسـتعدادات غالباً ما تكون جماعية، ويتوزع طاقم السفينة على النوخذة والغواص والمحاسب وهو المسؤول عن جمع اللؤلؤ، بالإضافة إلى النهام وهو شخص مهمته الوحيدة الغناء بهدف تشجيع الغواصين وتسليتهم، والطباخ يتولى إعداد الأطباق لطاقم الرحلة ولديه مطبخ يسمى السريدان ومكانه مقدمة السفينة.

وعند الرجوع من رحلة الصيد وقبل الوصول إلى البر، تطلق النساء والأطفال حناجرهم لغناء أغنية الهيرة «توب توب يالبحر.. شهرين والثالث دخل»، وعندما يرسون في البر، إذا كان التاجر كبيراً وفير المال يوزع النقود على الغواصة فوراً وهي مبلغ مقارب لـ 150 روبية تكفي الغواص وأسرته لمدة عام، أما إذا كان من صغار التجار ينتظر حتى يبيع اللؤلؤ ومن ثم يوزع على الغواصة وباقي طاقم السنبوك حصصهم.