سيدنا إسماعيل عليه السلام هو أول نبي قام بركوب الخيل، والدليل على ذلك أنه جاء في الحديث الشريف أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم «اركبوا الخيل، فإنها ميراث أبيكم إسماعيل».
وكانت الخيل منذ القدم وقبل ركوب سيدنا إسماعيل عليه السلام بمثابة وحش، ولم يركب عليها أحد ولم يهتد أحد لركوبها حتى هدى الله سبحانه وتعالى سيدنا إسماعيل إلى ركوبها، حيث ذكر أبو هلال العسكري في كتابه الذي يدعى الأوائل ما يلي: «كان أول من ركب الخيل هو إسماعيل عليه السلام»، قال: وكانت الخيل قبل ذلك وحشاً فأخذها وصنعها، فأنست وتعلم ولده صنعتها منه، فبقي علمه فيهم، ولهذا اختصت العرب بالمعرفة بها، وهي مما يمتدح بارتباطها».
وذكر أن سيدنا إسماعيل وسيدنا إبراهيم عليهما السلام كانا يقومان ببناء بيت الله وذلك في مكة المكرمة، إلى أن قال لهم الله تعالى إنه يدخر لهم كنزاً، ثم خرج النبي إسماعيل عليه السلام ورأي الخيل ولكنه لم يكن يعلم كيف يمكنه أن يروضها. وحينئذ ألهمه الله تعالى بدعاء، وتمكن هنا النبي إسماعيل عليه السلام عن طريق هذا الدعاء أن يركب الخيل، وأصبح بعد ذلك ركوب الخيل بالنسبة له أمراً سهلاً ولم يتعذر عليه.
ومنذ ذلك الحين أصبح الخيل دليلا على الأصالة والقوة والشرف، وأصبح الاعتماد على الخيل بشكل كبير في الحروب والنقل، فمنذ أن ركبه سيدنا إسماعيل عليه السلام لم يعد البشر يستطيعون الاستغناء عنه.