ثامر طيفور
«ما نقص مال من صدقة».. من روح هذا الحديث الشريف لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام، أوجد البحرينيون والمسلمون فكرة «النقصة» لكسب ثواب إفطار الصائم، لتصبح هذه العادة الشعبية نقطة فارقة تميز شهر رمضان الكريم، ورغم وجودها في جميع الدول الإسلامية، إلا أنها تميزت في البحرين بالأكلات الشعبية الخاصة.
قبل الإفطار بنصف ساعة في كل يوم، يدور طبق النقصة من بيت إلى بيت، ليزين المائدة، فلا بد من وجود صحن الجيران عليها، فمشاركة الجار في لقمة المنزل أمر يكاد يكون عادة يومية، وأغلب تلك الأطباق تكون من «القيمات» و»الكباب» و»الشعيرية» و»الهريس»، أو الطبق الرئيسي لأهل البيت.
النقصة لم تكن تحمل الطعام فقط بل تحمل مشاعر المحبة والود التي تزيد من ترابط وألفة أهل الفريج، الأطفال كانوا الأكثر مرحاً بهذه العادة الاجتماعية، حيث كان الصبية يتلاقون في الطرقات أثناء إيصال النقصة، يتفاخرون بجودة طبخ والداتهم، وينتظرون إلى الأطباق القادمة من عند الجيران بلهفة لتجربة طبق جديد، أما البعض منهم فقد ينتظر الأذان من أجل أن يأكل من طبق النقصة.
وبسبب طبيعة تكوين مدن البحرين القديمة وتلاصق البيوت، فأي شخص يعبر من أمام هذا المنزل أو ذاك يستطيع أن يشم روائح الطعام، ولأن المجتمع البحريني متكافل بطبعه، أصبحت أطباق النقصة ذاهبة وقادمة طوال رمضان، وكثيرة هي القصص التي تنتهي بأن لا أحد من أهل الفريج، يعرف طبق من هذا بنهاية شهر رمضان.