ثامر طيفور




«الغبقة» هو لقاء تراثي على مأدبة شعبية في وقت العشاء، المقصود منها توطيد الألفة وصلة الرحم بين الأهالي والأصدقاء وأبناء الفريج قبيل السحور وبعد الانتهاء من أداء العبادات.

عيش محمر وصافي.. هكذا كانت «الغبقة» قديماً لقمة بسيطة تعتمد على السمك باعتبار أهل البحرين أهل بحر، فلأن السمك يسبب العطش في رمضان، وغير مناسب لـ«الفطور» أو «السحور» كان هو ملك الغبقة بكل امتياز.

وبجانب المحمر، كانت البحرينية تصب الكباب وعمل المحلبية التي تعد من الأرز وتخلط بالزعفران وماء الورد كحلويات خاصة لهذه الليلة.

هذه العادة هي إحدى التقاليد الرمضانية والموروثات الشعبية التي احتفظت بأصولها على الرغم من خضوعها للعديد من الأنماط الحديثة والعصرية، فتحولت من سفرة «محمر» بسيطة إلى شبه احتفال مليء بما لذ وطاب من الأطباق و»الفناتق» الباهظة، إلا أنها مازالت تمثل أفضل الطرق لتعزيز أواصر التواصل الاجتماعي وصلة الرحم في الشهر الفضيل.

واليوم امتدت الغبقة الرمضانية مع أجوائها الاجتماعية الجميلة من اجتماعات الأقارب والأصدقاء حتى الخيام والشركات والمؤسسات والفنادق، حيث يرى الكثيرون أنها رمز للخير والكرم وتحمل في طياتها أجواء ونفحات الشهر الفضيل وتضفي طابعا من الألفة.