حبيب النامليتي
يقول الله سبحانه: «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)». «سورة ص: 71-88».
في القرآن الإجابةُ على أسئلة البشـرية، ومنها أصل منشأ الإنسان وبدايته، ففي عدد من سور القرآن الكريم بيان كيف خُلق آدم من غير أب ولا أم، من تراب وماء، فصار طيناً متماسكاً، ثم حمأ مسنون وهو الطين المتغير، ثم نفخ فيه الروح؛ فانظر لطيب خلق آدم وشرف عنصـره، وإظهار الله لمكانته بالعلم، ووظيفته في هذا الكون، وهنا يأمر المولى سبحانه الملائكة بالسجود لآدم سجـود تعظيم وتحيــة لا عبـادة ـوقد نهي عن ذلك في شريعتناـ فبادروا لذلك وأطاعوا وأذعنوا، إلا إبليس أبى وامتنع، فسأله الباري -وهو أعلم- ما حملك على ترك السجود «لما خلقت بيدي» وقد أمرتك؟ سبب ذلك: أنه ظن بأنه خير منه، وعنصـره أفضل من عنصر آدم، في حين أننا إذا تأمنا في الطين والنار نجد أنّ الطين أفضل؛ من حيث الرزانة والسكون وطول البقاء وأن الطين مادة للبناء، بخلاف النار الخفيفة المضطربة المحرقة وما فيها من طيش، وهذا الامتناع لقياسه الفاسد الباطل، وقياس مع مخالفة النص الأمر بالسجود.
من الأخلاق التي تقود صاحبها إلى المهاوي وتلقي به إلى درجات الهلاك: الحسد، والكبر، وقد جمع إبليس بين عصيان المولى، وعزته بالإثم، مع ضحالة في الفهم، وإعجاب بالنفس، وكذلك الاعتراض على حكم الله تعالى الذي يورد الإنسان المهالك، وقد يبني هذه الاعتراض على ما يظنه حكمة وعقل.
فأمر بالهبوط إلى الأرض، فطلب الإمهال من الله، أي: التأخير إلى يوم البعث، فكان كذلك ليبتلي الله عباده المؤمنين، وأصبح شغله الشاغل إغواء بني آدم، ولم يكتف بذلك بل عقد العزم لصد الناس عن الحق، وحرفهم عن الصراط المستقيم، ولم يجبه الله تعالى كرامة له، وإنما امتحان وابتلاء لعباده؛ ليتبـــــين الصادق من الكاذب، «قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)». «سورة ص: 82-83».
فعباد الله يحفظهم الله من مكائد الشيطان، وأهل الله وخاصته الذين يلتزمون ذكره لا سلطان للشيطان عليهم، إنما يفر منهم. وما أخبر الله به من عداوة الشيطان، ووسوسته لآدم، وتوعده الأكيد على إغواء بني آدم لنحذر من شراكه وطرائقه، ولا نتبع خطواته ومسالكه، وفعل جميع الأسباب التي تقي بإذن الله، كصدق الإيمان والتوكل على الله، والأوراد والأذكار، ودفع وساوسه، والاشتغال بأعمال الخير.
وقانا الله وإياكم الوقوع في حبائل الشيطان وخطواته.
يقول الله سبحانه: «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)». «سورة ص: 71-88».
في القرآن الإجابةُ على أسئلة البشـرية، ومنها أصل منشأ الإنسان وبدايته، ففي عدد من سور القرآن الكريم بيان كيف خُلق آدم من غير أب ولا أم، من تراب وماء، فصار طيناً متماسكاً، ثم حمأ مسنون وهو الطين المتغير، ثم نفخ فيه الروح؛ فانظر لطيب خلق آدم وشرف عنصـره، وإظهار الله لمكانته بالعلم، ووظيفته في هذا الكون، وهنا يأمر المولى سبحانه الملائكة بالسجود لآدم سجـود تعظيم وتحيــة لا عبـادة ـوقد نهي عن ذلك في شريعتناـ فبادروا لذلك وأطاعوا وأذعنوا، إلا إبليس أبى وامتنع، فسأله الباري -وهو أعلم- ما حملك على ترك السجود «لما خلقت بيدي» وقد أمرتك؟ سبب ذلك: أنه ظن بأنه خير منه، وعنصـره أفضل من عنصر آدم، في حين أننا إذا تأمنا في الطين والنار نجد أنّ الطين أفضل؛ من حيث الرزانة والسكون وطول البقاء وأن الطين مادة للبناء، بخلاف النار الخفيفة المضطربة المحرقة وما فيها من طيش، وهذا الامتناع لقياسه الفاسد الباطل، وقياس مع مخالفة النص الأمر بالسجود.
من الأخلاق التي تقود صاحبها إلى المهاوي وتلقي به إلى درجات الهلاك: الحسد، والكبر، وقد جمع إبليس بين عصيان المولى، وعزته بالإثم، مع ضحالة في الفهم، وإعجاب بالنفس، وكذلك الاعتراض على حكم الله تعالى الذي يورد الإنسان المهالك، وقد يبني هذه الاعتراض على ما يظنه حكمة وعقل.
فأمر بالهبوط إلى الأرض، فطلب الإمهال من الله، أي: التأخير إلى يوم البعث، فكان كذلك ليبتلي الله عباده المؤمنين، وأصبح شغله الشاغل إغواء بني آدم، ولم يكتف بذلك بل عقد العزم لصد الناس عن الحق، وحرفهم عن الصراط المستقيم، ولم يجبه الله تعالى كرامة له، وإنما امتحان وابتلاء لعباده؛ ليتبـــــين الصادق من الكاذب، «قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)». «سورة ص: 82-83».
فعباد الله يحفظهم الله من مكائد الشيطان، وأهل الله وخاصته الذين يلتزمون ذكره لا سلطان للشيطان عليهم، إنما يفر منهم. وما أخبر الله به من عداوة الشيطان، ووسوسته لآدم، وتوعده الأكيد على إغواء بني آدم لنحذر من شراكه وطرائقه، ولا نتبع خطواته ومسالكه، وفعل جميع الأسباب التي تقي بإذن الله، كصدق الإيمان والتوكل على الله، والأوراد والأذكار، ودفع وساوسه، والاشتغال بأعمال الخير.
وقانا الله وإياكم الوقوع في حبائل الشيطان وخطواته.