أميرة صليبيخ
قرأت منذ فترة عن تجربة الدكتور كيرت ريختر عالم الأحياء والوراثة بجامعة جونز هوبكنز، وهي تجربة وقفتُ عندها مطولاً حتى أقيس عليها العديد من تجارب الحياة التي مررت بها، عندما كنتُ أنا -بدون علم- واحدة من فئرانه!
الدكتور ريختر أخذ مجموعتين من الفئران ووضعها في أكواب مملوءٌ نصفها بالماء بحيث لا تستطيع التعلق بمخالبها للوصول إلى حافة الكوب للخروج من هذا المأزق. كان الهدف هو قياس الوقت الذي ستحتاج إليه حتى تتوقف عن المحاولة بعد أن تدرك أن لا سبيل للنجاة. كانت النتيجة أن متوسط الفترة التي استغرقتها الفئران في المحاولة هي 15 دقيقة قبل أن تستسلم للموت المحتوم. بعد 24 ساعة أعاد ريختر التجربة مع بعض التغييرات. فكان عندما يرى الفأر على وشك أن يستسلم، كان يقوم بإخراجه ويتركه ليستريح ثم يعيده مرة أخرى للإناء.
المدهش أن متوسط الوقت في المحاولة الثانية كان أكثر من 60 ساعة! وهناك فأر استمر لأكثر من 80 ساعة! فالخبرة السابقة للفئران بأن هناك «أمل» ولو يسير جعلها تستمر في المحاولة من أجل لحظة الإنقاذ.
نحن البشر لا نختلف كثيراً عن هذه الفئران المتعلقة بالأمل. جميعنا نعيش على أمل أن تأتي تلك اللحظة التي يتحقق فيها الحلم، وهي لحظة قد تأتي وقد لا تأتي أبداً.
الأمل مهم كشعور وكوقود للحياة، ولكن عليك ألا تسلم نفسك له بالكامل، لأن الخط الفاصل بين الأمل والوهم هو خط صغير يجب ألا تنخدع به. من الجيد أن تستمر في محاولاتك وسعيك نحو حلمك ولكن عليك أن تقيس الأمور وتوازن الأحلام أيضاً. فكثير من الأحلام إنما هي أوهام ارتدت لباس الأمل، فأضعت نتيجة لذلك عمرك وجهدك. هناك أحلام كاذبة تأتي في شكل وعود يسقونك إياها لتبقى تحت تخدير الأمل، وتظن من فرط سذاجتك أنها ستكون حقيقة يوماً ما. عليك أن تكون شجاعاً بما يكفي لتختار اللحظة التي تطلق فيها سراح الحلم الذي لن يتحقق، والعلاقة التي لن تستمر والواقع الذي لن يتغير. فئران ريختر اختارت اللحظة التي تتوقف فيها عن المحاولة ولا أظن الفئران ستكون أكثر شجاعة وذكاء منك. الحياة مليئة بالخيارات ولكن بقاءك في أمل كاذب إنما هو إهدار للعمر.
يقول الشاعر الطغرائي «ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل» ولكني أقول ما أفسح العيشَ لولا كذبةُ الأملِ!
قرأت منذ فترة عن تجربة الدكتور كيرت ريختر عالم الأحياء والوراثة بجامعة جونز هوبكنز، وهي تجربة وقفتُ عندها مطولاً حتى أقيس عليها العديد من تجارب الحياة التي مررت بها، عندما كنتُ أنا -بدون علم- واحدة من فئرانه!
الدكتور ريختر أخذ مجموعتين من الفئران ووضعها في أكواب مملوءٌ نصفها بالماء بحيث لا تستطيع التعلق بمخالبها للوصول إلى حافة الكوب للخروج من هذا المأزق. كان الهدف هو قياس الوقت الذي ستحتاج إليه حتى تتوقف عن المحاولة بعد أن تدرك أن لا سبيل للنجاة. كانت النتيجة أن متوسط الفترة التي استغرقتها الفئران في المحاولة هي 15 دقيقة قبل أن تستسلم للموت المحتوم. بعد 24 ساعة أعاد ريختر التجربة مع بعض التغييرات. فكان عندما يرى الفأر على وشك أن يستسلم، كان يقوم بإخراجه ويتركه ليستريح ثم يعيده مرة أخرى للإناء.
المدهش أن متوسط الوقت في المحاولة الثانية كان أكثر من 60 ساعة! وهناك فأر استمر لأكثر من 80 ساعة! فالخبرة السابقة للفئران بأن هناك «أمل» ولو يسير جعلها تستمر في المحاولة من أجل لحظة الإنقاذ.
نحن البشر لا نختلف كثيراً عن هذه الفئران المتعلقة بالأمل. جميعنا نعيش على أمل أن تأتي تلك اللحظة التي يتحقق فيها الحلم، وهي لحظة قد تأتي وقد لا تأتي أبداً.
الأمل مهم كشعور وكوقود للحياة، ولكن عليك ألا تسلم نفسك له بالكامل، لأن الخط الفاصل بين الأمل والوهم هو خط صغير يجب ألا تنخدع به. من الجيد أن تستمر في محاولاتك وسعيك نحو حلمك ولكن عليك أن تقيس الأمور وتوازن الأحلام أيضاً. فكثير من الأحلام إنما هي أوهام ارتدت لباس الأمل، فأضعت نتيجة لذلك عمرك وجهدك. هناك أحلام كاذبة تأتي في شكل وعود يسقونك إياها لتبقى تحت تخدير الأمل، وتظن من فرط سذاجتك أنها ستكون حقيقة يوماً ما. عليك أن تكون شجاعاً بما يكفي لتختار اللحظة التي تطلق فيها سراح الحلم الذي لن يتحقق، والعلاقة التي لن تستمر والواقع الذي لن يتغير. فئران ريختر اختارت اللحظة التي تتوقف فيها عن المحاولة ولا أظن الفئران ستكون أكثر شجاعة وذكاء منك. الحياة مليئة بالخيارات ولكن بقاءك في أمل كاذب إنما هو إهدار للعمر.
يقول الشاعر الطغرائي «ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل» ولكني أقول ما أفسح العيشَ لولا كذبةُ الأملِ!