أمل الحربي


بيومياتنا نلتقي بشخصيات بعضهم بالصدفة وبعضهم مع مجموعة أصدقاء والبعض يجمعنا بهم موقف ما، والبعض مجرد دقائق أو لحظات نلتقي بهم ويصبحون أصدقاءنا وتكون صداقة إيجابية تحفيزية، والبعض تكون معرفة سامة بمعنى أنه نستورد منها الطاقة السلبية ومشاعر الحسد و«الضيقة».

بعض الأحيان يكون هناك تخوف من الذهاب لدعوة وتختلف الأسباب أحياناً خجل أو عدم مقدرة على تجاذب أطراف الحديث مع الآخرين أو حب بالانعزال وتقنين العلاقات نوعاً ما، وهذا أفضل تقنين العلاقات وهو فرز الأشخاص بحياتك لا الانعزال لأنه يؤدي لمشاكل نفسية وصحية، لكن تقنين العلاقات وفرزها أفضل لأنه ليس كل شخص يمر بحياتنا يجب أن تجمعنا به علاقة صداقة لا، فمهم فرز الأصدقاء لمعرفة من يناسب أن يكون صديقاً فالصداقة معناها كبير هي موقف وفعل.

سألت عدة أشخاص هل يؤيدون علاقة الصداقة بالعمل، الأغلبية أجابوا أنها غير مناسبة لعدة أسباب منها لأن العمل بيئة تنافسية وبيئة عمل فقط.

والعلاقة في مفهومها بوجهة نظري يجب أن تكون بناءة وتحفيزية وإيجابية، حتى العلاقات على مستوى الأسرة مثلاً معاملة الآباء أو أحدهم لأحد أبنائهم معاملة مختلفة، وبالتالي تنشأ علاقة غيرة وتنافر بين الإخوان وتستمر لكبرهم، فجميل تربية الأبناء على مفهموم العلاقة الودية التحفيزية التفاهمية بين الأبناء لمستقبلهم.

علاقة الجيران ببعضهم جميل أن تكون مبنية على التكافل والتعاضد والتفاهم والود لكي لا تكون بينهم مشاكل وتنافرات، وهذا يخلق علاقة سامة فالعلاقة السامة تؤثر على جميع الأطراف وعلى نفسيتهم وتفكيرهم، وأيضاً صحياً يكون هناك توتر نتيجة الصراعات والمنافسات المستمرة.

بمقالي حاولت أتحدث عن بعض النماذج من العلاقات السامة والحديث يطول عن هذا الموضوع لأن الحياة كلها عبارة عن علاقات بين الناس، فهذه طبيعة الحياة لكن يجب أن نقنن علاقاتنا بالآخرين أياً كانت علاقتنا بهم، ونتساءل هل علاقتنا تحفيزية وإيجابية بهذا الشخص أو سامة ويجب الابتعاد عنه، هذا هو بداية الوعي بعلاقاتنا وعدم الاستمرار بعلاقة غير تكافلية وتخلو من الود والتفاهم والإيجابية وتكثر بها مشاعر التوتر والسلبية والحقد والغيرة والأنانية والنرجسية، فأنت أغلى وأهم عزيزي من أن تجامل الآخرين على حساب ذاتك وراحتك وصحتك.