وليد صبري




* إنتاج 400 مليون طن بالسنة عالمياً 40٪ منها يلقى في البحار

* 94.1 مليون طن المخلفات غير الخطرة بدول الخليج في 2020

* إعادة تدوير 5.6 مليون طن بنسبة ٪14 مخلفات معيشية بالخليج

* 40 مليون طن المخلفات المنزلية والمعيشية في الخليج سنوياً

* دفن 34.4 مليون طن بنسبة ٪86 من مخلفات المنازل في الخليج


كشفت رئيس قسم الموارد الطبيعية والبيئة في جامعة الخليج العربي، د. سمية يوسف حسن أن حجم مخلفات البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي تصل إلى نحو 12 مليون طن سنوياً، موضحة أن حجم المخلفات غير الخطرة بدول الخليج في 2020، وصلت إلى 94.1 مليون طن سنوياً، في حين تبلغ حجم المخلفات المنزلية والمعيشية في دول الخليج سنوياً نحو 40 مليون طن.

وأضافت في لقاء مع «الوطن» أنه يتم إعادة تدوير 5.6 مليون طن بنسبة 14 % من المخلفات المنزلية أو المعيشية في دول الخليج، بينما يتم دفن نحو 34.4 مليون طن بنسبة 86 % من تلك المخلفات في المرادم، منوهة إلى أن البحار تحوي نسبة كبيرة من مخلفات البلاستيك عالمياً. وإلى نص اللقاء:

ما هو التلوث البلاستيكي؟ 

- التلوث بالبلاستيك Plastic pollution، هو تراكم منتجات البلاستيك في البيئة مما يؤثر سلبياً على البيئة ومكوناتها من «هواء وماء وتربة» ما ينعكس سلباً على صحة الإنسان والحياة على الأرض.

كم تبلغ نسبة التلوث البلاستيكي في دول الخليج؟ 

- بحسب تقرير المخلفات الوارد من المركز الإحصائي بالأمانة العامة لمجلس التعاون في يناير 2022، بلغ حجم المخلفات غير الخطرة المجمعة في دول مجلس التعاون في عام 2020 حوالي 94.1 مليون طن، وبافتراض أن الرقم وصل حالياً تقريباً إلى 100 مليون طن للمخلفات مجتمعة، تصل نسبة المخلفات المنزلية أو المعيشية منها في دول مجلس التعاون إلى 40 مليون طن سنوياً، يتم دفن 86% منها في المرادم، فيما لا تزيد نسبة إعادة التدوير عن 14%. وتشكل مخلفات البلاستيك ما يقارب 30% من مكونات المخلفات المنزلية في دول مجلس التعاون أي ما يصل إلى 12 مليون طن سنوياً، كما هو الحال في مملكة البحرين محتلة المرتبة الثانية بعد مخلفات الطعام. عالمياً يتم إنتاج 400 مليون طن سنوياً من البلاستيك، 40% منه يلقى في البحار، ويتم تدوير ما لا يتجاوز 7 % منه فيما يتم دفن المتبقي في المرادم بنسبة 53%. وقد أوردت تقارير عالمية أن النسبة الأكبر من البلاستيك تلقى في البحار التي وجد أنها تحوي نسبة كبيرة من مخلفات البلاستيك عالمياً. حيث إن مخلفات البلاستيك تؤدي لتراكم البلاستيك الدقيق في مياه البحر الذي ينتقل لسلاسل الغذاء ويترسب في أنسجة الأسماك وبالتالي جسم الإنسان الذي يتناولها وذلك بطريقة تراكمية مع استمرار التعرض لها مسبباً بذلك أمراضاً خطيرة مع استمرار التعرض لها. وتمتلك دول مجلس التعاون الخليجي مساحات شاسعة من السواحل البحرية حيث إن هذه الدول تقع على الخليج العربي الذي يعتبر شبه مغلق مما يجعله أكثر عرضة لارتفاع نسبة الملوثات وتركزها وبالتالي تأثيرها على الكائنات الحية والبيئة.

نحن نعيش في عالم بلاستيكي.. كيف يمكن التغلب على التلوث البلاستيكي؟ 

- التغلب على أي مشكلة يكون بمنع المشكلة من الأساس، إذ إن تجنب صنع المزيد من البلاستيك بواسطة المنتجين وكبح سلاسل الإنتاج والتوريد لمواد التعبئة البلاستيكية هو الأساس وذلك بإيجاد بدائل لهذه السموم التي طغت على أغلب جوانب حياتنا مسببة أمراضاً كامنة مع مرور الوقت لتراكمها داخل أنسجة الجسم. كما أن الوعي السلوكي والسلوك الواعي المؤثر على الشراء والاستهلاك وطريقة التخلص، وعاداتنا اليومية عموماً هي أساسية لتجنب التلوث البلاستيكي. كما أن إعادة الاستخدام والتدوير من الأمور الهامة لتقليل مخلفات البلاستيك. وأود أن أنوه إلى أنه ليس كل أنواع البلاستيك قابلاً لإعادة الاستخدام والتدوير، إذ أن هناك عموماً سبعة أنواع مختلفة من البلاستيك تشير إليها الرموز أسفل العلب البلاستيكية عادة برقم، أربع منها لا يمكن إعادة تدويره «أي أن أكثر من نصف أنواع البلاستيك لا يمكن إعادة تدويره»، وهو البلاستيك الذي يحمل الرموز التالية: وهو البلاستيك الذي يحمل الرموز التالية: 3 (PVC)، 4 «LDPE» ،6 (PS) و7 «OTHER»، وهي التي نجدها فيما يلي: أغلفة الطعام الشفافة، وصواني الحلويات البلاستيكية، وتصنف سامة وخطرة وتحمل رمز 3، الأطباق وملاعق البلاستيك الشائعة وألعاب الأطفال وعلب المنظفات وأكياس التسوق وتخزين الأطعمة وتحمل رمز 4، الأطباق والأكواب البلاستيكية والتي تشبه الفلين وتستخدم يومياً للأسف في العديد من المطاعم والكافتيريات خاصة مع الطعام الساخن ظناً منهم أنه عازل للحرارة وأفضل للاستخدام وكذلك في علب حفظ الطعام وتصنف سامة وخطرة، وتحمل الرقم 6، وعبوات المياه الكبيرة ذات سعة 5 غالون وأكثر ورضاعات الأطفال والتي تحمل الرقم 7 والتي يجب التأكد من خلوها من مادة الـBPA الخطرة قبل استخدامها.

بالنسبة للأنواع الأخرى القابلة للتدوير هي بلاستيك الرمز 1 «PETE»، والذي يعتبر آمناً نسبياً ولكن يستخدم لمرة واحدة فقط، وعند استخدامه لمرة ثانية يتحول لمواد سامة مسرطنة تنتقل للأكل، والذي نجده في عبوات المياه الصغيرة، وعلب الزيوت والعصائر والشامبو والمعلبات البلاستيكية. وبلاستيك الرمز 2 «HDPE» والذي يستخدم لصناعة عبوات الحليب السائل والروب وأكياس التسوق وعلب المنظفات، اما البلاستيك الذي يعتبر الأكثر أمانا هو الذي يحمل الرمز 5 «PP» والذي نجده في الصحون الامنة للميكروويف، وعلب الكاتشب والزبادي، والذي يمكن إعادة استخدامه وتدويره.

ما هي المواد البديلة التي يمكن أن تحل محل البلاستيك في حياتنا؟ 

- هناك العديد من المواد التي تعتبر بدائل آمنة للاستخدام وتحل محل البلاستيك، كالعبوات الزجاجية التي يعاد تعبئتها بالمياه والزيوت والمنظفات وغيرها، مثل الصحون والأكواب الورقية الصحية المصنوعة من مواد طبيعية آمنة وصديقة للصحة والبيئة، والخشب يمكن استخدامه كأطباق وملاعق وأدوات طعام، ويمكن أيضاً استخدام الأواني المعدنية والفخارية والتي تعتبر أفضل لصحة الإنسان، كما أن الابتكار العلمي عالمياً يأتي كل يوم بمواد جديدة آمنة تكون بديلاً آمناً للبلاستيك السام والضار الذي يغرق العالم بتبعات وجوده، كالبلاستيك العضوي الطبيعي المصنوع من ألياف طبيعية والتي تعتبر موادَ مستدامة، وهنا يأتي دور البحث العلمي الذي يجب الاستثمار فيه لإيجاد البديل الفعال المستدام والمجدي اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً وصحياً، لذلك، لابد من دعم الأبحاث العلمية لاستكشاف أضرار البلاستيك وسوء استخدامه والأمراض الناتجة عنه.

كيف يؤثر التلوث البلاستيكي على الاقتصاد؟ 

- يؤثر بشكل مباشر إذ أثبتت الدراسات على سبيل المثال أن منطقة شرق آسيا المطلة على المحيط الهادىء نسبة التلوث فيها عالية بالبلاستيك والمعادن الثقيلة بسبب الأنشطة البشرية وقلة الوعي وسوء الاستهلاك والتخلص من البلاستيك لذا وجدوا أن نسبة السموم عالية في المنتجات البحرية القادمة من هذه الدول وبعض الدول حضرت استيراد هذه المنتجات مما أدى إلى تأثر الاقتصاد في هذه الدول. كما أن الميزانيات التي تخصصها الدول للعلاج تذهب نسب كبيرة منها لعلاج تبعات هذا التلوث والأمراض الخطيرة التي يسببها دون أن تعلم.

كيف يمكن تحقيق صفر تلوث بلاستيكي؟ 

- بنشر الوعي بخطورة البلاستيك، والإنتاج والاستهلاك المستدامين والمسؤولين، وتجنب تصنيع البلاستيك من الأساس وإيجاد بدائل صحية مستدامة للتعبئة والتغليف، والتخلص الصحيح منه، وسن قوانين وتشريعات داعمة للإدارة المتكاملة لهذه المخلفات بإعطاء حوافز لبعض الممارسات الصحية من قبل المنتجين والمستهلكين في المجتمع وسن عقوبات تشديدها على المخالفين. كما أود الإشارة إلى ضرورة سن قانون لمنع تقديم الطعام الساخن أياً كان نوعه في أطباق أو أكواب بلاستيكية أو فلينية في المطاعم والتوعية بمدى خطورة ذلك ومدى خطورة تسخين الطعام في صحون البلاستيك على الحياة.

كيف يمكن توعية المستهلكين بأخطار بالبلاستيك من أجل القضاء على التلوث البلاستيكي؟ 

- من خلال حملات توعية على وسائل الإعلام والسوشال ميديا، والمناهج التعليمية في المدارس، والمسابقات، والابتكار والبحث العلمي والاستثمار في العقول المبدعة لإيجاد بدائل صحية للبلاستيك. وتجنب شراء المنتجات البلاستيكية والتخلص الصحيح بفصلها لإعادة تدوير ما يمكن منها.

ما أبرز العوائق والتحديات الرئيسة لتنفيذ الحلول المتاحة في التغلب على التلوث البلاستيكي؟ 

- أبرز العوائق تتمثل في عدم وجود قوانين داعمة كحوافز لاستخدام البدائل الصحية وعقوبات لإنتاج واستخدام البلاستيك على المنتج والمستهلك خاصة فيما يتعلق بالمواد المستخدمة بشكل يومي في حياتنا، وعدم تفعيل الممارسات اللازمة الملزمة لاستراتيجية وطنية متكاملة مستدامة لإدارة المخلفات لمنع هذا التلوث، كما أن هناك تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية حيث يجد العديد من الناس أن البلاستيك سهل أمور الحياة وهو متوفر بسعر منخفض ويدخل في كل جوانب الحياة وغفلوا عن التكلفة الحقيقية التي تتكبدها الصحة والبيئة والاقتصاد من جهة أخرى في المقابل. وتعتبر قلة الوعي التي تنعكس على السلوك من أبرز التحديات.