أمل الحربي

المرأة هي نصف المجتمع، المرأة هي مرآة المجتمع، المرأة قلب المجتمع النابض بالحياة وطاقة الأنوثة والروح العذبة والحنان والحب والعطاء.

المرأة لها أدوار متعددة بالحياة فإن كانت ربة منزل تقع عليها مشاطرة مع الرجل مسؤوليات إدارة المنزل وتربية الأبناء والاهتمام أيضاً بشريك حياتها، المرأة تقع عليها مسؤوليات عدة حتى إن كانت لا تعمل وحتى إن كانت غير متعلمة ولا مثقفة، فهي لديها ساعة داخلية وتوجيه إداري يجعلها تربي أبناءها تربية صالحة وتدير حياتها. إذن العطاء بكافة أنواعه ليس حصراً على المرأة المتعلمة والمثقفة، فالمرأة تحركها غريزة الأمومة والحب والحنان والعطاء.

في الأجيال الماضية كانت المرأة تتزوج مبكراً ولم تكمل دراستها، ولكنها تربي أبناءها تربية صالحة وتكون المستشار لهم والداعم المعنوي والتربوي، وكانت زوجة داعمة لزوجها أيضاً لأن الحياة علمتها القوة، فالحياة مدرسة.

مع تطور الحياة والعلم أصبحت المرأة لها طموحات وآمال وأمانٍ وتحلم بمستقبل جميل واعد، وأصبحت تدخل أغلب المجالات العملية وتشارك برأيها وتطلعاتها ورؤيتها المستقبلية، فلم تعد لها مهام محددة كما في الأجيال السابقة وهي تربية الأبناء وإدارة المنزل والاهتمام بشريك الحياة فقط، بل أصبح على عاتقها أكثر من مسؤولية بالمنزل إلى جانب عملها وطموحاتها المستقبلية، وأصبح لزاماً عليها تنظيم حياتها تنظيماً يتماشى مع طموحاتها وعملها خصوصاً مع فتح مجالات عدة بالمجتمع للمرأة، واتسع دورها اجتماعياً وعملياً أيضاً، فأصبح عليها إعادة تنظيم حياتها بما يتماشى مع وضعها العملي والاجتماعي، ونرى الآن نماذج مشرّفة، فقد استطاعت المرأة إثبات قوتها العلمية والعملية والاجتماعية وتقلدت مناصب مهمه واعدة، وهذا يدل على قدرة المرأة على القيادة بعملها وتنظيمه ووضع خطط مستقبلية لعملها وتنفيذ مهماتها العملية على أكمل وجه، وبنفس الوقت تربية أبنائها وتنظيم حياتها بما يتماشى مع مسؤوليتها العملية أيا كانت وأياً كان عملها ودورها بالمجتمع، فقد رأيت شخصياً نماذج نسائية مشرّفة تعمل باجتهاد بعملها وأيضاً تقوم بدورها كأم وزوجة بالمنزل، وهذه مسؤولية كبيرة، فقد لمستها شخصياً مع إحدى صديقاتي وتعجبت فعلاً من حسن تنظيمها لحياتها المنزلية وبين عملها، وهذا ما جعلني أتحدث اليوم عن مسؤوليات المرأة عملياً وحياتياً لأنه دور كبير مسؤول، ولكن لن تستطيع المرأة إكمال مسيرتها ورسالتها إن لم يساعدها ويدعمها شريك حياتها، فجمال الحياة بالمشاركة والتآلف، وجميل أن يكون الزوج والزوجة داعمان لكليهما، مستشارين لبعضهما وصديقين لبعضهما، فالصداقة الزوجية تذلل كل الصعوبات التي تقابلهما وتجعلهما يتحدثان بما بداخلهم بكل صدق وعفوية وسلاسة. إذن النجاح الخارجي للمرأة منوط بالنجاح الداخلي بحياتها لكي تستطيع مواصلة دورها بالمجتمع والنجاح، وهذا يكون بالتنظيم والتفاهم وترتيب المسؤوليات الحياتية بينها وبين شريك حياتها، وجميل أن تكون لغة الحوار بينهم سلسة وهادئة، فكل الأمور تُحلّ بالهدوء والتفاهم، وكلاهما تقع عليه مسؤوليات داخلية منزلية ومسؤوليات عملية بعملهما، ولكي ينتج الإنسان فيجب أولاً أن يكون مرتاحاً بمنزله، وحياته متناغمة. وأخيراً وليس آخراً أتمنى النجاح للمرأة والرجل والأسرة والأبناء، وأتمنى النجاح لجميع النساء بمناصبهن فهن نموذج اجتماعي يحتذى به.