كثيرة هي الإنجازات والأنشطة النسائية التي لا تعد ولا تحصى على مستوى وطننا العربي الزاخر بالكفاءات النسوية بمختلف القطاعات، لتتبوأ مراكز قيادية لا حصر لها جعلتها شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه في بناء المجتمعات العربية وازدهار الأسر ونماء اقتصادياتها والنهوض بسبل نموها.رغم ذلك الإبداع النسائي العربي في مختلف ميادين الحياة العملية وما تحظى به من رعاية واهتمام على مستوى القيادات العليا وصناع القرار، إلا أن البصمات النسائية لاتزال بعيدة عن الأضواء ولم تأخذ حقها في الإبراز على المستوى العربي. فلا توجد حتى اللحظة منصة عربية موحدة ترصد جميع قصص النجاح النسوية وتنشرها في قالب واحد يسهل الوصول إليه ويكون مرجعاً لحصاد المرأة العربية في مختلف ميادين التفوق والإنجاز.ما أحوجنا هذه الأيام إلى إطلاق وكالة إعلامية موحدة للمرأة العربية تعنى بشؤون النساء من المحيط إلى الخليج تكون بمثابة منارة تشع بكل ما يهم قضايا المرأة ويبرز ما حققته ولاتزال تقدمه من جهود حثيثة لرفعة أسرتها ومجتمعها ومحيطها الذي تعيش فيه، والانطلاق في فضاء الشأن العام بعد ضمان استقرارها الأسري.تنبثق هذه الفكرة من منطلق أهمية توثيق ورصد كل ما يخص المرأة العربية للبناء على ما تحقق من قصص نجاح ومنجزات للمضي قدماً نحو تحقيق المزيد من الإصلاحات ومشاريع تنموية تدعم نماء الشعوب وازدهارها وتؤسس لقاعدة متينة لإنجاح خطى وأولويات التنمية المستدامة على مستوى إقليمي وقطري. إضافة إلى وجوبية تكثيف مضمون برامج التوعية والتثقيف وطرق لفت نظر الرأي العام للقضايا الحيوية وذات الأولوية للمرأة العربية.كما ستكون الوكالة بمثابة مرجع رسمي لكل الإحصائيات ذات العلاقة بشؤون المرأة العربية، وقاعدة بيانات متكاملة يمكن من خلالها جمع كل ما يخص النساء العربيات في مختلف قطاعات التنمية والتطوير. كما يمكن أن تحتوي قاعدة معلومات الوكالة على التشريعات والقوانين ذات الصلة بالشأن النسائي على مستوى الوطن العربي، واستعراض الاستراتيجيات الوطنية لكل دولة عربية التي تدعم المرأة بمختلف اختصاصاتها.بالإمكان طرح مشروع الوكالة الإعلامية للمرأة العربية على جامعة الدول العربية بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية المعنية على مستوى الدول العربية حتى يصبح قابلاً للحياة مع تأسيس لجنة عليا وهيكل تنظيمي لعمله مع رسم ملامح الأهداف والرؤية الرامية إلى أرشفة كل نشاط نسوي ودراسة انعكاساته الإيجابية على نهضة المجتمع وتفعيل مشاركة المرأة في بناء مرتكزات التنمية في وطنها.كما يتوجب على وكالات الأنباء الرسمية في الوطن العربي أن تكون شريكاً استراتيجياً وصاحبة أدوار فاعلة في إطلاق مثل هذا المشروع وتمكينه من أن يرى النور في وقت قريب وإنجاحه بما يعود بالنفع على قطاع الإعلام العربي بصورة عامة، وعلى قضايا المرأة التنموية بصفة خاصة، مع تبني أفضل ممارسات الطرح المسؤول والشفاف والبناء وإيصال المعلومة بدقة وحرفية عالية بعيداً عن النقد الهدّام.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90