حتى مع تطوّر العلم والتكنولوجيا بأنواعها المختلفة ومع تطوّر العلوم والتخصصات للاستفادة منها لتطوير الحياة والأشخاص وذاتهم الداخلية وتصقلهم، أرى أن جميعنا يجب أن نطوّر أنفسنا وذواتنا بالمعلومات المختلفة ولا نجعلها حصراً على موضوع معين، أعني «الثقافة المتنوعة» مهمة لكي نستطيع أن نحاكي التطوّر.

الوعي الذي يحدث الآن على مستوى العالم نحن جزء منه، والعالم كبير ومتشعب والمعرفة والثقافة تنير العقل والإدراك وتجعل الشخص يميز بين الخطأ والصواب حتى على مستوى الأفراد الذين يقابلونه فتصبح لديه فراسة ومعرفة بالشخص وتصرفاته ولغة جسده، فالحياة مليئة بالأحداث فيجب أن يكون الشخص مستعداً لمواجهة أي حدث يمر به وأن يكون لديه وعي واستشعار ذكي وقوي وربط للأحداث التي يمر بها كطرق الاحتيال والنصب، فقد ظهرت طرق للنصب مثل النصب الإلكتروني، منها الرسائل مثلاً والنصب من أشخاص، ولأنه ضروري أن نكون متنبهين بأن نقرأ في تقنية المعلومات وجديدها، وأيضاً عندما نتحدث مع أشخاص جدد بحياتنا يجب أن نركز بطريقة حديثهم وسياق الحديث ونكون متواصلين ومركزين على أعينهم عند حديثنا معهم، فالعين لا تكذب وهي لغة الكشف الأولى لدى الإنسان، وأن نكون مستمتعين جيدين بتركيز بأول لقاء مع أناس معرفتنا حديثة بهم، وألا نثق بهم بسرعة لأن الأشخاص النصابين لا تستطيع تمييزهم بسرعة ولكن مع التركيز وربط الأحداث تستطيع تمييزهم.

وتتعدد أشكال المحتالين، فبعضهم يكون لباسه راقياً جداً وحديثة مبهجاً ومنمقاً وله ابتسامة خادعة وغالباً ما يتحدث عن نفسه وأعماله كثيراً، وأنه يملك عدة أعمال وخبرة بكل شيء لكي يقنع الطرف المقابل به لأنه ليس واثقاً من نفسه، فيستعمل كثيرا من الأساليب لإقناع الآخرين به وبعضهم أسلوبه به طيبة وتسامح لكي يجذب الطرف الآخر.

فهناك قاعدة مهمة «الواثق بنفسه لا يتحدث عن نفسة كثيراً»، فالإنسان الواثق بنفسه وقدراته، أعماله تبين ذلك ولا يحتاج لإقناع الآخرين أو الحديث عن نفسه كثيراً.

إذن، لكي نكون واعين يجب أن نتوقع طرقاً مختلفة للنصب والاحتيال، وأشكال النصابين مختلفة ومتجددة دائماً، فيجب أن نتوعّى بالقراءة والمعرفة بالتقنية المعلوماتية والحياة ولغة الجسد واللغة، نعم تعلم لغة جديدة لكي تفتح لنا آفاقاً مستقبلية وأيضاً تتيح لنا عندما نسافر أن نفهم ونعرف لغة البلد التي نسافر لها ولا نضطر لاستخدام مرشد لغوي.

يجب أن نوعّي الأسرة بطرق النصب والاحتيال والابتعاد عن الطيبة الزائدة والثقة الزائدة بالآخرين، فبالوعي والتركيز سنحمي أنفسنا من أي اختراق أياً كان.