سهى الخزرجي في الآونة الأخيرة برزت وبقوة الحملات الرامية إلى تكريس مفاهيم المثلية الجنسية، وهي حملات ترويجية جاءت من الخارج وانتشرت عبر الكثير من الوسائل الإعلامية التواصلية، ولمّا كانت الفكرة ممقوتة ومنبوذة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية اجتهدت الكثير من الجهات في الوطن العربي ودول الخليج، وفي مملكة البحرين أيضاً لتوعية الأسر بهذا الخطر المحدق، وتوحدت جمعيات ومنظمات ضد ما يروج له من الخارج «المثلية الجنسية» فأظهرت غضبها بشأن المحاولات الأيدلوجية لغسل الأدمغة بهدف إغراء جيل الشباب بممارسة هذا الفعل المشين.وفي جمهورية مصر العربية العزيزة ظهرت حملة اجتماعية أطلق عليها «فطرة»، وهي مبادرة لرفض المثلية، هذه الحملة وجدت رواجاً كثيراً على نطاق واسع، لأن الهدف من تأسيسها «أن تكون مظلة عامة تتيح لكل الأفراد والفئات إعلانهم عن الرفض الصريح والقاطع لكل الحملات الموجهة والأفكار الخبيثة التي يتم الترويج لها ولكل ما هو منافٍ للفطرة الإنسانية السوية»، الحملة اتخذت من اللونين الأزرق والزهري المرتبطين عالمياً بالرمز إلى الذكر والأنثى، شعاراً لها، لتأكيد رفض التعددية الجنسية.أي إنسان حريص على أبنائه وعلى مجتمعه من الانحراف يجد نفسه تلقائياً مشجعاً للوقوف ضد كل الأفكار الخبيثة التي تريد أن تدمر مجتمعاتنا، حتى لا تنهض وتتقدم وتحقق معدلات التنمية المرتفعة للارتقاء بالإنسان، نحن في البحرين ينبغي علينا التضامن والتعاون لعمل أكبر من مجرد حملة إلى إقامة مؤتمر جامع كبير لمنظمات المجتمع المدني بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات الاختصاص مثل المجلس الأعلى للمرأة، ووزارات شؤون الإعلام، والتربية والتعليم، والتنمية المستدامة والتنمية الاجتماعية، لطرح القضية على بساط البحث، وهي قضية الخطر الذي يتهددنا وهي قضية أكبر مما نتصور لأنها ترتبط بالبُعد التربوي وبشكل أو آخر هي مسألة تهدد مستقبلنا جميعاً.علينا أن نتصور كم الشباب المميز الذي يحرك عجلة التنمية في البحرين وفي كل بلادنا العربية والخليجية مستهدف بشكل مباشر، من الطفولة حتى مرحلة الشباب، وإذا فكرنا بعمق نجد أن دُول الخليج العربية مجتمعة هي التي تتقدم في كل مؤشرات التنمية البشرية في مجالاتها الاقتصادية والتعليمية والصناعية إلخ، وتتفوق على كل بلاد العالم العربي، فهي مستهدفة بحق لأنها حققت طفرات كبيرة وأن كل المؤشرات تؤكد على مستقبلها الكبير والمشرق بإذن الله.أتمنى أن نضع هذه القضية في قائمة أولوياتنا لوضع الجميع في صورة الحدث، ومن ثم نعمل في تناغم وتزامن لتنفيذ ما سيخرج به مشروع المؤتمر ويتحمل كل منا مسؤوليته، لأن أبناءنا هم حياتنا ومستقبلنا، وأن مملكتنا العزيزة بقيادة جلالة الملك المعظم قد بذلت جهوداً كثيرة مالياً وفكرياً وعملياً في وضع استراتيجيات للطفولة والشباب والأسرة وصرفت في ذلك الكثير من المال والعصف الذهني حفاظاً على الأسرة البحرينية، ومن هنا نقول جاء دورنا لحماية الكيان العظيم.