أميرة صليبيخ
يأتي العام الهجري الجديد كتذكير بأن هناك فرصة أخرى للبدء مرة أخرى من خلال وضع أهداف جديدة، هذا في حال فاتك أن تضع لنفسك أهدافاً مع بداية العام الميلادي.
البعض يهوى التأجيل والعيش بانتظار اللحظة المناسبة لبدء التغيير والسعي نحو الأهداف، فهم دائماً بانتظار يوم الأحد المثالي لبدء الرجيم، بانتظار إيجاد الشريك المناسب حتى يشعروا بالثقة والحب، بانتظار أن تهبط عليهم ثروة من السماء حتى يشعروا بالسعادة، في النهاية هم بانتظار معجزة تغير حالهم إلى حال أفضل وأكمل تماماً كما يحدث في الأفلام. هؤلاء هم أنفسهم الذين يكثرون الشكوى والتذمر من الواقع الذي لا يريدونه ويعتقدون بأن هناك عيناً أو سحراً ما يمنعهم من التقدم في حياتهم.
من المؤسف أن البعض يأتي لهذه الحياة ويغادرها دون أن تأتي هذه المعجزة، لأنه لم يدرك أننا نحن من نصنع التغيير الذي نريده وأن المعجزات لا تعرف أن تطرق باب أحد، بل هي تفتح الباب لمن هو مستعد لها فقط.
«عذر اللحظة المناسبة» هي إحدى الحيل العقلية التي نمارسها على أنفسنا بلا وعي من أجل أن نعلّق فشلنا على الظروف الخارجية، وأن نبرر لأنفسنا وللآخرين سبب بقائنا عالقين في حياة لا تشبه أحلامنا وطموحنا، فهذا العذر يمنحنا الطمأنينة بأننا لم نخطئ ولم نفوّت الفرص، بل نحن الضحايا المساكين لأن الحياة لم تنصفنا ولم تمنحنا ما نستحقه من خير! المضحك المبكي أن الغالبية العظمى من البشر يؤمنون بهذا العذر الواهم ويقضون جلّ حياتهم في لوم الظروف دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه النفس ودون أي محاولة جادة لصناعة التغيير المطلوب في الحياة. فالأسهل هو اللوم والبقاء في منطقة الراحة بدلاً من التحرك والعمل الجاد.
والسر في أن لا شيء يتغير مهما نويت ومهما تمنيت هو لأن كل الأمور تحدث في العقل أولاً قبل أن تتجلى وتتواجد في الحياة الواقعية. ما لم تستشعر السعادة فلن يأتيك من يسعدك، ما لم تستشعر الوفرة فلن تأتيك المزيد من الأموال، ما لم تبدأ بتغيير نفسك أولاً فلن تحدث المعجزات في واقعك. المعادلة جداً بسيطة فما تريده أن يحدث عليك أن تكونه أولاً، بعبارة أخرى كن أنت هذا الشيء حتى يكون في حياتك! كن فيكون.