تقليل تعرّض الأطفال أقل من 5 سنوات حفاظاً على صحتهم


قالت أخصائية تعزيز الصحة زهراء المحافظة إنه «مع وجود التقدم العلمي والتكنولوجي في وقتنا الحالي وعلى الرغم من إيجابيات الأجهزة الإلكترونية في عملية التعلم واكتساب المهارات وزيادة النمو اللغوي، لكن يبقى استخدام الشاشات لفترات طويلة له تأثير سلبي على صحة الأطفال والتطور الوظيفي والجسدي، والنفسي، والاجتماعي والعقلي».

وأضافت: «تشير الدراسات إلى خطورة التعرض للشاشات وضرورة تقنين استخدامها، واختيار المحتوى الملائم للأطفال، والمدة الملائمة حسب العمر. حسب الدراسات لا ينصح الأطباء بمشاهدة الأطفال الأقل من عمر سنتين للتلفاز أو الأجهزة الإلكترونية الذكية. وفي الآونة الأخير قد ارتفع مستوى استخدام الشاشات وفي دراسة أجريت في أمريكا بينت أن معدل استخدام الهاتف للأطفال ما بين عمر 2-4 سنوات بأنه ارتفع من 39% إلى 80% ما بين عام 2011-2013.

وأردفت: «وفي دراسات أجريت لتوضح تأثير الشاشات على الأطفال الأقل من 5 سنوات، تلخصت بأن يتم تقليل التعرض للشاشات لهذا العمر لما له تأثير سلبي على كل من:

التطور الوظيفي والنموي

وجدت الدراسات بتأثير التعرض بشكل كبير لشاشات التلفزيون على التركيز والتطور العقلي والتفاعل مع الوالدين لدى الأطفال. إضافة إلى تأثيرها على التطور اللغوي والذاكرة قصيرة المدى حيث وجد أن الأطفال يعانون من ضعف في مناطق الدماغ المسؤولة عن اكتساب اللغة والقدرات الأكاديمية بسبب تأثير كثرة استعمال الشاشات الإلكترونية. وقد تسبب الومضات الضوئية المنبعثة من الشاشات لدى بعض الأطفال تشنجات ونوبات صرع. إن لجوء الأهل لإعطاء أطفالهم الأجهزة للتخلص من الإزعاج أو لتهدئتهم عند تعارض رغبات الطرفين يعرض الطفل لخلل في عملية التواصل السليم مع الناس والمحيطين والتحكم الاانفعالي.

الصحة البدنية

تبين أن هناك ارتباطاً بين السمنة وزيادة الوزن وبين التعرض للشاشات في عمر مبكر، وأن مشاهدة التلفاز عندما يكون نمط حياة يومياً يضع الأطفال أمام خطر الوزن الزائد. وفي نتائج دراسة وضحت بأن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لمدة ساعة في اليوم 50% معرضون لخطر زيادة الوزن مقارنة بالأطفال الأقل مشاهدة. إضافة إلى أنهم أكثر عرضة لتراكم الدهون في الجسم. ولقد تبين أيضاً أن مشاهدة الشاشات قبل النوم يعرض الأطفال ما بين عمر 2-6 سنوات إلى مشاكل في النوم، وأن تواجد الأجهزة الإلكترونية في نفس غرفة النوم له تأثير على دقائق النوم والاستغراق خلال الليل.

المخاطر النفسية والسلوكية

تؤثر كثرة استخدام الأجهزة الذكية والشاشات على الحالة الانفعالية للأطفال كالغضب والعصبية والتوتر والقلق وترتبط هذه الانفعالات باللعب في الأجهزة الإلكترونية والتي تسبب لهم الإدمان والتوتر أو الحزن عند عدم الفوز. إضافة إلى ذلك إن الألعاب أو المشاهد التي تستعرض العنف والضرب لها تأثير على سلوك الأطفال واتسامهم بالعدوانية مع الآخرين. لقد وجد أن هؤلاء الأطفال يكونون منعزلين اجتماعياً حتى مع أفراد العائلة وأكثر عدوانية لعدم معرفتهم بكيفية التواصل والتحكم بالانفعالات.

وفي الخلاصة يتوجب على الوالدين ضرورة تقنين مدة التعرض للشاشات لأطفالهم واختيار محتوى ملائم يساعد الأطفال على اكتساب المهارات والتطور اللغوي العلمي بشكل إيجابي وتعليم الأطفال الاستخدام الأمثل للشاشات. أما الأطفال الأقل من سنتين لا ينصح بتعرضهم للشاشات، والأطفال الأكبر من سنتين تكون مدة تعرضهم لا تتجاوز الساعة خلال اليوم.