صفا حبيب
أكدت مواطنات معاناتهن من إدمان أزواجهن على العمل، مشيرات إلى أن ذلك يؤدي إلى انعدام التواصل والتفاهم بين الزوجين، إضافة إلى انشغاله عن واجباته الزوجية والأسرية، الأمر الذي يترتب عليه نشوب الكثير من المشاكل بين الزوجين، والتي بدورها تؤدي إلى الانفصال بينهما.
من جانبها، قالت فاطمة يوسف (ربة منزل): «أنا كوني ربة منزل وزوجي يعمل في أعمال حرة (بزنس)، إلا أنني أعاني منه، وحياتنا بشكل يومي لا تخلو من المشاكل والسبب أن وقته ضيق وليس هناك وقت لي، يجب عليه أن يعرف واجباته تجاهي كما أعرف واجباتي تجاهه، أنا أطبخ وأنظف وأدير جميع الأعمال المنزلية وأهتم كثيراً في هذه الأمور، ولكن أيضاً أريد أن أخرج معه وأحس أنه بجانبي، واستمرار إهماله لي يهدد استقرار حياتنا الزوجية، والتي قد تؤدي إلى الطلاق».
ومن جانبها، أفادت روان عيسى (موظفة): «بكل صراحة بغض النظر عن أنني أعمل ولدي وظيفة مثله تماماً إلا أنني أشعر بعدم وجوده حولي، أحاول كثيراً بأن أتفاهم معه وأجعله شخصاً آخر مهتماً بي إلا أنه يتغير فقط في بداية الأمر أما بعد ذلك فيعود إلى وضعه السابق، استمرار إهماله لي يسبب الكثير من المشاكل، وأخشى أن يتطور الأمر إلى الانفصال».
ومن جانبه، أشار المستشار الأسري حمد خان: «لا يختلف اثنان على أهمية تطوير النفس والتميز في العمل والمشاريع إلا أن البعض جعل العمل كل حياته وأهم أولوياته وبذلك تأثرت حياته الخاصة وعلاقته بأسرته، على سبيل المثال، بعض الرجال ينتهي من عمله ثم يذهب إلى مشروعه الخاص ثم إلى اجتماع وهكذا إلى ما لا نهاية فلا يجد لنفسه ولا لزوجته ولا لأطفاله، فتعيش الزوجة في هم وحزن، وترى أنها غير مقدرة ولا تمثل أولوية لديه، ونحن نتكلم عن شخص ولله الحمد أموره المادية مستقرة ووضعه المادي ممتاز».
وتابع: «الأمر لا يقتصر على الأزواج، فهناك زوجات أصبحت لا تجد وقتاً للأطفال ولا للزوج ولا للبيت ولا للأسرة بحجة مشاريعها وأنا مرت علي بعض الحالات لزوجات تخرج من عمل إلى آخر حتى يتأخر الوقت وتعود للمنزل متعبة فلا تستطيع أداء حق الزوج ولا الأطفال وتبدأ المشكلات الزوجية بسبب انشغالها وجعل البيت والزوج والأطفال في آخر اهتماماتها، لذلك نحتاج أن نراجع أنفسنا ونحدد أولوياتنا ونتعلم أن نقنع أنفسنا بما رزقنا الله ونسعى للأفضل لكن ليس على حساب الأسرة».