نوف الشوملي
التعليم عن بعد ساهم في إضعاف شخصيات الطلاب
تنفس أولياء أمور الطلبة الصعداء بعد قرار وزارة التربية والتعليم إلزامية الدراسة حضورياً في جميع المراحل التعليمية، مؤكدين أن ذلك فرصة للحد من إدمان الطلبة على الأجهزة الإلكترونية، والذي بلغ مداه إبان جائحة كورونا، الأمر الذي سبب للكثير منهم الرهاب الاجتماعي.
وقالت ولية الأمر سارة باقي: «في وقت الدراسة عن بعد وضعت حداً للوقت على الأجهزة فبإمكان طفلي الدخول على برنامج «زووم» فقط ولا يمكنه التنقل في الجهاز للعب، وإذا كان هناك متسع للعب أضفت ساعة إلى ساعتين فقط لكي يلعب خلالها على الجهاز. طفلي لم يكن اجتماعياً بشكل كبير، ولكن الدراسة «أون لاين» عززت فيه الجانب الانطوائي أو بشكل أكبر الاستحياء لطلب أي شي أو الحديث مع الآخرين. ومن جانبي كنت أختار التعليم الحضوري عند الاختيار ما بين الحضور و«الأون لاين» ولكن الآن فضلت دخوله الأنشطة الصيفية لتهيئته للدراسة في العام القادم ولا يواجه الصدمة عند دخوله مع الحضور الكلي ومن خططي التي استخدمها معه، ألا يتعامل مع الأجهزة طوال الفترة الدراسية، فقط في الإجازات الطويلة وهي عطلة الربيع والإجازة الصيفية».
وترى ولية الأمر منى غالب: «كان هناك ضياع كبير في فترة «الأون لاين»، أطفالي لا يركزون ولا يجلسون في أماكنهم للدراسة وترك الحصص وفتح الألعاب في الجهاز، فكانت هناك صعوبة أن يجلس الطفل من الساعة السابعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً للاستماع للدراسة وعدم اللعب فكنت أحاول التصرف لعدم نسيانهم الحياة الاجتماعية بعد تغيبهم على الأجهزة وعدم الإحساس بمن حولهم، بدأت باتصالهم «فيديو» لأصدقائهم وأقاربهم للحديث مع بعض، وأخرجتهم للبحر والألعاب للتعرف وتكوين العلاقات الاجتماعية وفعاليات الألعاب الحركية وليست الإلكترونية، ومشاهدة التلفاز فقط لبرنامج أو برنامجين في اليوم بأكمله. وبدأت بسحب الأجهزة لمدة أسبوع لتهيئهم للدراسة حضورياً».
من جهتها، قالت المعلمة حنان النتيفي لـ«الوطن»: «قصص كثيرة واجهها أولياء الأمور، تتضمن من كان طفله انطوائياً ومن كان مدمن أجهزة الإلكترونية إلى درجة التغيب عن الحياة الواقعية فهناك بعض الأهالي من يتركون الأجهزة للطفل لراحتهم الشخصية وعدم الاهتمام، ومن الحالات هذه كان لدي طفل لا يجيد الحديث كان فقط يتعامل بالصراخ والضرب للتواصل مع الآخرين ولا يختلط مع أصدقائه في الفصل، فعند ملاحظتي له تواصلت مع الأم وتبين أنها توفر له الأجهزة « الآيباد» لترتاح منه، وبدا الطفل بالإدمان عليها وعدم التواصل الاجتماعي في الحياة حتى مع والديه، حاولنا مع الأم أن تبعده اجتماعياً عن الأجهزة تدريجياً، ولم نلقَ التعاون الكامل من الأم، عملنا ما في وسعنا، وبدا الطفل بالعودة للحياة الطبيعة و التواصل مع أصدقائه».
وأضافت: «من المؤكد أن هناك صعوبات على المدرسات بعد انقطاع طويل عن الحياة الواقعية، لذلك على المدرسات العمل بخطط معينة من أنشطة جماعية وحركية وتكون أيضاً فيها جانب مرح ومن أمور قيادية لتطوير الجانب الاجتماعي وإظهار قدراتهم وإثبات أدوارهم ويتكون الشرح من أساليب مختلفة لطرد الملل من الطلبة وبإمكان المدرسات أيضاً بطرق البحث والاكتشاف لتشجيهم للكلام والإبداع».
وقالت: «يجب على المدرسات التواصل مع أولياء الأمور للمساعدة بكل الطرق على تقليل الإدمان والانخراط إلى الحياة الاجتماعية وعمل فعاليات منزلية للطفل بعيدة عن الأجهزة، واللعب مع أصدقائهم خارج نطاق المدارس والأقارب وأولاد الجيران مثلاً».
من جانبه أكد المرشد الأسري محمد السيد: «البيئة المدرسية ستعزز التواصل وتكسر الخوف للأطفال والمراهقين في المدارس وبسبب الدراسة «أون لاين»، فالطفل بحاجة كبيرة للنمو الاجتماعي مثله كالنمو الجسدي والعقلي فالتواصل مع المعلمين وزملائه في الفصل سيعزز النمو وكسر الخوف الاجتماعي. وأيضاً سيكون له دور كبير جداً للتقليل من إدمانهم على الأجهزة الإلكترونية والانخراط للأجواء الاجتماعية والحياة الواقعية».
وأضاف: «رجوعهم للحضوري فرصة للأهالي لتقليل الإدمان على الأجهزة والحد منه، مثال السماح لهم فقط في إجازة نهاية الأسبوع « الويكند» ووضع ضوابط للاستخدام للتقليل من الإدمان والرجوع للحياة الواقعية».