وليد صبري




* الحجامة تعالج الصداع وبعض حالات تأخر الإنجاب والآلام العضلية والنقرس

* أول بحرينية تعرض نجاح الحجامة التجميلية في مؤتمرات بالخارج

* الحجامة لا تعالج «كورونا» ومن الخطأ التداوي بها وقت الإصابة بالفيروس

* خزعبلات وأفكار وممارسات خاطئة أدت إلى تخوف البعض من الحجامة


كشفت أخصائية العلاج بالحجامة، وعضو مجلس إدارة الجمعية البحرينية للحجامة، مريم الكوهجي، عن أن هناك أنواعاً مختلفة للتداوي بالحجامة، بينها الحجامة التجميلية، حيث تعالج بعض مشاكل البشرة، موضحة أن من بين الأنواع أيضاً الحجامة المتزحلقة والمساجية والمائية والمغناطيسية وحجامة دودة العلق وحجامة الأبر الصينية والحجامة بأكواب البامبو، وغيرها، مشيرة إلى أن التداوي بالحجامة يساعد الحجامة في علاج أمراض كثيرة بينها حالات الصداع النصفي، وبعض حالات تأخر الإنجاب، والآلام العضلية، والمشاكل النفسية، وأمراض الضغط والسكري والهضم والمعدة والنقرس وبعض أمراض المناعة الذاتية. وأضافت مريم الكوهجي في حوار مع «الوطن» أن مملكة البحرين متميزة في مجال العلاج بالطب البديل، والتداوي بالحجامة، حيث أصبحت أول دولة على مستوى الوطن العربي تتبنى هذا النوع من العلاج، بفضل جهود الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية «نهرا». وإلى نص الحوار:

هل من نبذة بسيطة عن الحجامة؟

- الحجامة نوع من أنواع الطب التكميلي والطب النبوي، وهي تقنية علاجية تساعد على إزالة الشوائب والأخلاط الضارة والرواسب من جسم الإنسان، والتخلص من السموم، وتساعد على تنشيط دوران الدورة الدموية، كما تساعد على التخفيف من الآلام، والحد من مضاعفات الكثير من الأمراض، كما أنها تساعد في رفع المناعة، وتحسين الحالة النفسية إضافة إلى كثير من الفوائد الصحية، حيث إنها عملية بسيطة وإجراء طبي سهل ومريح دون أية آثار جانبية تذكر فلا أظن أن هناك سبباً يجعل الأطباء يترددون في نصح مرضاهم بعمل الحجامة لأنها تقوم بعم فلترة الجسم وقد أثبتت فعاليتها في الكثير من الأمراض، وأكبر دليل على تأثيرها الناجح والفعال لجوء بعض الأطباء إلى فتح أقسام للحجامة في عياداتهم الخاصة المختلفة في التخصصات.

ما أنواع الحجامة؟

- هناك أنواع كثيرة منها الجافة والرطبة والتي نستخدمها بشكل رئيس في عملنا، وهناك الحجامة التجميلية للجسم والوجه والتي قد عرضتها في عدة مؤتمرات خارج مملكة البحرين وكشفت نتائجها المبهرة في المساعدة في علاج بعض مشاكل البشرة لأصبح أول بحرينية تعرض هذا البحث في مؤتمرات في الخارج وتمارسها في مملكة البحرين منذ 5 سنوات، وهناك أنواع أخرى أيضاً منها الحجامة المتزحلقة والمساجية والمائية والمغناطيسية وحجامة دودة العلق وحجامة الأبر الصينية والحجامة بأكواب البامبو وما زلنا في انتظار الأنواع الجديدة وهناك شروط صحية لعملها، حيث يقوم المعالج بإخبار مرضاه بها، قبل البدء في التداوي.

ما أهم الأمراض التي تعالجها الحجامة؟

- هناك أمراض كثيرة تساعد الحجامة في علاجها أو التخفيف منها، وهناك حالات كثيرة تتردد على العيادة بمختلف الأعمار ومختلف الأمراض منها، حالات الصداع النصفي، وبعض حالات تأخر الإنجاب، والآلام العضلية، والمشاكل النفسية والروحية، ومرضى الضغط، وبعض مشاكل مرضى السكر، والمرضى الذين يعانون من مشاكل الهضم والمعدة، ومرض النقرس، وبعض أمراض المناعة الذاتية.

هل هناك أيام خاصة للتداوي بالحجامة؟

- هناك نوعان من الحجامة، الأولى، الحجامة الوقائية، أي أن المراجع لا يشكو من أية مرض أو علة أو ألم في الجسم، وإنما يريد عملها لاتباع السنة، أو لتحصيل فائدتها، مثل تنشيط الدورة الدموية، فيعملها في أفضل أيام الحجامة، وهي أيام، 17، و19، و21، من كل شهر هجري، اتباعاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أما الحجامة العلاجية، والتي يحتاجها المريض في الحال أما لتخفيف ألم أو أية مشكلة أو عارض صحي فتجرى في أي يوم، وأي وقت، متى أحتاج لها المريض، ويحدد الأخصائي أو المعالج مدة العلاج وعدد الجلسات المطلوبة لتحسين حالته الطبية والصحية.

هناك من يعتمد على الحجامة كعلاج رئيس، ما رأيكم في هذا؟

- لا أؤيد هذا الكلام فنحن مكملون لعلاج الطبيب، فالحجامة علاج مساعد لعمل الطبيب، ولسنا مؤهلين لاتخاذ أية قرارات تتعلق بوصف أو وقف أية أدوية.

ما أسباب ابتعاد بعض المرضى عن الحجامة؟

- أسباب كثيرة أدت إلى ابتعادهم، منها أولاً، جهل الناس بمدى فائدة العلاج للجسم، فليس لدينا ثقافة كافية بالطب البديل، وأهم سبب لابتعاد البعض، الخزعبلات المنتشرة والأفكار والأقاويل الكثيرة، وبالتالي أصبحت الحجامة مظلومة في نظري بسببها، بسبب المعلومات الخاطئة ومنها كثرة خروج الدم، فالبعض يعتقد أن نجاح الحجامة مرتبط بكمية الدم الكبيرة، وهذا غير صحيح، حيث إن الصحيح أن هناك شريطاً سطحياً وكمية دم بسيطة تخرج من الشعيرات الدموية لسطح الجلد، لذلك يكون التشريط سطحياً جداً، وغير مؤلم، وغالباً لا يشعر به المريض، ولا يخلف أي ندوب في البشرة، وهذه المخاوف بشأن الذي سبق قوله هو ما جعل الناس تبتعد وتخاف بسبب بعض الممارسات الخاطئة لبعض المعالجين غير المؤهلين وغير المصرحين، ناهيك عن بعض المصطلحات غير العلمية مثل أن الدم يخرج متجلطاً أو أن بعض كاسات الحجامة قد تمتلئ بالهواء فهذا دليل على إصابة الناس بالأمراض الروحية وهذا كله غير صحيح.

لماذا يشكك البعض في التداوي بالحجامة؟

- لامجال للتشكيك في العلاج والتداوي بالحجامة إذ إنها سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والسبب الثاني أنه ليس هناك أية مضاعفات صحية أو آثار سلبية للمريض إذا ما تم إجراؤها بطريقة طبية وطريقة صحيحة، والسبب الثالث من خلال خبرتنا وممارسة المهنة فقد أثبتت فعاليتها مع المرضى بدليل استمرارية الكثيرين في التداوي بها، وكما نرى انتشار الحجامة عند غير المسلمين بشكل كبير، فإذا بحثت ستجد أن عيادات الحجامة موجودة على نطاق واسع في الدول الكبرى مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا قد انتشرت الآن أيضاً في داخل النوادي الرياضية لمساعدة بعض الرياضيين لعلاج بعض الإصابات الرياضية.

لماذا يزيد الإقبال على التداوي بالحجامة؟

- سبب رجوع الحجامة بشكل قوي للساحة في هذه الفترة بسبب تميز مملكة البحرين في مجال الطب البديل، فقد أصبحت مملكة البحرين أول دولة في الخليج العربي وعلى مستوى الوطن العربي تتبنى هذه المهنة وتعيدها على المسار الطبي الصحيح فقد أخذت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية «نهرا»، متمثلة في الرئيس التنفيذي للهيئة د. مريم الجلاهمة، ومستشار المهن الصحية الأستاذة نعمت السبيعي، على عاتقها تبني فكرة انضمام العلاج بالحجامة في العيادات الطبية وإعطاء تصاريح للمعالجين ضمن نظم وشروط خاصة تضمن حقوق المريض والمعالج على حد سواء، مما زاد من ثقة المراجعين والمرضى، في هذه التقنية العلاجية، والتي تتميز بأنها طبية ودينية، في آن واحد، وقد لاحظت كثيراً اتجاه الناس للتداوي بالحجامة خصوصاً بعد أزمة كورونا (كوفيد19)، فبعض المرضى قد عانوا من آثار الجائحة بعد التعافي وخاصة أن ليس لها دواء محدد فلجؤوا إلى الطب البديل والطبيعي الذي يغنيهم عن الآثار الجانبية كما يعتقدون ويؤمنون فيه. كما أن الحجامة أخذت في الانتشار بشكل كبير بين المشاهير في المجال الرياضي وبين الممثلين وغيرهم أيضاً مما ساعد في انتشار هذه الفكرة أيضاً. كما تحتضن مملكة البحرين أول جمعية على مستوى الخليج والوطن العربي وهي الجمعية البحرينية للحجامة والتي تهتم بالطب البديل وبالمعالجين ومتابعة أمورهم وتنظيم الدورات لهم وهذا يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز بمدى تطور واهتمام مملكة البحرين بهذا النوع من العلاج.

ما الاستعدادات الطبية والصحية للحجامة؟

- من الضروري على المعالج أن يسأل المريض عن التاريخ المرضي، وعن الأمراض التي يعاني منها، وأن يتواصل معه بشكل تفصيلي، وهناك أمور وتعليمات يلتزم بها المريض قبل أداء الحجامة وبعدها، منها الإمساك عن الطعام لمدة ساعتين، وعدم القيام بمجهود بدني قبل الحجامة وبعدها.

هل التداوي بالحجامة ينقل الأمراض؟

- لا تتسبب الحجامة في نقل الأمراض إذا ما أجريت بشكل طبي وتعقيم صحيح متكامل، و»نهرا» لم تتوانَ في توفير دورات مكافحة العدوى ودورات التعقيم الطبي لنا.

ما الأمراض التي يحظر تداويها بالحجامة؟

- لا نستطيع إجراء الحجامة لبعض حالات الفشل الكلوي، والمرضى الذين يضعون جهاز تنظيم القلب، وحالات الأنيميا الشديدة، فهناك أرقام محددة نلتزم فيها، وكذلك الأطفال أقل من 7 سنوات، ومرضى الجلطات، والحوامل في الأشهر الأولى، إلا في حالات الضرورة القصوى، والمتبرعين بالدم حديثاً.

هل الحجامة تعالج فيروس كورونا (كوفيد19)؟

- الحجامة لا تعالج فيروس كورونا (كوفيد19)، ومن الخطأ التداوي بالحجامة وقت إصابة المريض بالفيروس، ونحن ننصح بالتداوي بها بعد التعافي من كورونا (كوفيد19)، لتخفيف بعض الآثار التي تم تسجيلها في سجلات المرضى، ومنها التعب والخمول والآلام العضلية التي يعاني منها المتعافون.