وليد صبري
نصح أستاذ واستشاري طب الأطفال، بالمركز الطبي الجامعي، بمدينة الملك عبدالله الطبية، بجامعة الخليج العربي، د.محمد البلتاجي، بضرورة حصول الأطفال والطلاب على تطعيمات الإنفلونزا الموسمية، خاصة مع العودة إلى المدارس، والالتزام بالدراسة حضورياً، لاسيما من يعانون من أمراض مزمنة في القلب أو الجهاز التنفسي أو نقص المناعة، وكذلك الأطفال الذين لديهم مضاعفات نتيجة فيروس كورونا (كوفيد 19)، حتى يمكن التقليل من فرصة حدوث مضاعفات أخرى.
وحذر في تصريحات لـ«الوطن» من الإصابة بمرض حساسية ربو الأطفال، لافتاً إلى أنه من أبرز أسباب الإصابة بالمرض تغير الجو ولوجود بعض مسببات التحسس مثل الغبار وبعض حبوب اللقاح، والتي تؤدي إلى زيـــادة حـالات الحساسية لدى الأطفال.
تطعيمات عبر الفم تحمي من 8 أنواع من البكتيريا
وقال إنـه بالنسبة للأمـراض الشائـــعة في البحريــن أو في الوقــت الحالــي، هناك أمراض شائعة موسمية، وهناك أمراض مستمرة، مثل الأمراض المزمنــة، مبينــاً أن أمراض الجهاز التنفسي وأمراض النزلات المعوية من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً في الفترة الأخيرة.
وذكر أن السبب في ذلك، هو عودة الأطفال والطلاب إلى المدارس، وكذلك عودة أولياء أمور وأطفالهم من خارج البلاد إلى البحرين، وهو ما يحمل شبهة انتقال بعض الأمراض الفيروسية من الدول الأخرى من الخارج إلى مملكة البحرين، وهذا ما حدث، على سبيل المثال، من اكتشاف حالات محدودة مصابة بالحصبة المحدودة.
أمراض الجهاز التنفسي والهضمي الأكثر انتشاراً
واعتبر البلتاجي أن أمراض الجهاز التنفسي هي الأكثر شيوعاً وانتشاراً خلال المرحلة الماضية، خاصة بعد الفترة الطويلة التي قضاها الأطفال والطلاب في الدراسة عن بعد عبر «الأون لاين»، وبالتالي حدث ما يعرف علمياً بفقدان الذاكرة المناعية لبعض الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا وفيروسات البرد العادية وهي فيروسات سريعة التحول والتحور خاصة ما يتعلق بحدوث طفرات فيها، وهذا يؤدي إلى فقدان المناعة نظراً لعدم التعرض المستمر لها.
وقال «إن هناك أمراضاً تتعلق بالجهاز الهضمي تعد أكثر شيوعاً وانتشاراً أيضاً، مثل النزلات المعوية والإسهال، وذلك نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وتناول وجبات الغذاء في الخارج، وسهولة فساد الأطعمة، نتيجة لارتفاع درجة الحرارة»، معتبراً أن هذه الأمراض هي الأكثر انتشاراً وشيوعاً أيضاً في الفترة الحالية.
وأوضح البلتاجي أن هناك أمراضاً أخرى مستمرة أكثر شيوعاً وانتشاراً أيضاً، وهي، موجودة على مدار العام، مثل مرض أنيميا الفول، والمعروف بمرض بنقص الخميرة، أو مرض أنيميا الخلايا المنجلية، وهو مرض تحت السيطرة والتحكم في مملكة البحرين.
تحسين معدلات فيتامينات «سي» و«د» لرفع المناعة
وحذر من الإصابة بمرض ربو الأطفال نتيجة لتغير الجو ولوجود بعض مسببات التحسس مثل الغبار وبعض حبوب اللقاح، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة حالات الحساسية لدى الأطفال.
وفيما يتعلق بالوقاية من تلك الأمراض، شدد البلتاجي على ضرورة الحصول على التطعيمات التي تقي من تلك الأمراض، خاصة تطعيم الإنفلونزا الموسمية لاسيما من يعانون من أمراض مزمنة في القلب أو الجهاز التنفسي أو نقص المناعة، وكذلك الأطفال الذين لديهم مضاعفات نتيجة فيروس كورونا (كوفيد 19)، حتى يمكن التقليل من فرصة حدوث مضاعفات أخرى.
وفي رد على سؤال حول طرق الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي، أفاد بأنها تتمثل في النظافة الشخصية، وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وتجنب مخالطة أشخاص مصابين، ولو أمكن لبس الكمامات في المدارس، لأنها تحمي من أمراض وفيروسات مختلفة تنتقل بالمخالطة وبينها فيروس كورونا (كوفيد 19).
الغبار وحبوب اللقاح من أسباب حساسية الربو لدى الأطفال
وقال «إن الأكل الصحي مهم جداً بالنسبة للأطفال كما يمكن تناول بعض الأدوية والعقاقير التي تؤدي إلى زيادة المناعة، فمثلاً الأطفال الذي يعانون من أمراض حساسية الصدر يمكن أن يستفيدوا من بعض الأدوية التي تعتبر تطعيماً عن طريق الفم، حيث تحمي من نحو 8 أنواع من البكتيريا المسببة لأمراض الجهاز التنفسي وبينها الالتهاب الرئوي، وهذا يتم تحت إشراف طبي كامل، من قبل الطبيب المختص المعالج، وكذلك تحسين معدل فيتامين «د» يؤدي لتحسين المناعة وكذلك يجب معالجته، إذا كان الطفل يعاني من نقصه، بالإضافة إلى استخدام فيتامين «سي» بصورة طبيعية وليس بصورة متكررة، وهو متوفر في الفواكه الحمضية.
وشدد على ضرورة الحصول على قسط كاف من النوم، وهو ما يعرف علمياً باسم «النوم المثالي»، أو «النوم الصحي»، حيث يلعب دوراً كبيراً في تحسين المناعة، والوقاية من الأمراض المختلفة.