رئيفة عبدالعزيز


جميعنا يتمنى ويحلم ويطلب ويريد، جميعنا يستحق أجمل وأفضل ما في الحياة، جميعنا لديه طموحات وأهداف، وجميعنا يقف على قائمة الانتظار!!

وهناك تساؤلات قد تراود الكثيرين وقد لا تنكشف لهم الإجابات مهما طالت حياتهم!! فمثلاً.. من الذي ستتحقق طلباته قبل الآخر؟ هل ذلك الذي ينتظر منذ زمنٍ بعيد؟ أم هو الكبير قبل الصغير؟ أم الذي لديه منصب عالي؟ أو الذي ينتسب لعائلة مرموقة؟ أم المريض قبل الصّحيح؟ وإلخ.. من التساؤلات التي لا نجد لها إجابات في الغالب.

فكل الإجابات تأتي منظّمة في معادلة ربّانيّة تُسمّى «الجاهزيّة والاستعداد»!!

تلك المعادلة التي لا تسير بطريقتنا المعهودة التي وضعناها نحنُ البشر فيما يخصّ الانتظار، تلك المعادلة المُغلّفة برحمة الله الواسعة ولطفهُ بنا، والتي تحمينا من أمور كثيرة قد لا نستوعب حجم خطورتها على حياتنا واستقرارها، وقد لا تنكشف لنا أبداً، فهي التي لا تُميّز شخصاً عن آخر سوى ما يحويه جوفه وما هو ظاهرٌ لله وحدهُ، ولكننا نثق أنّها عادلة لأكثر ممّا نعتقد.

وقد يظنّ البعض أنّهُ مُستحق تجلّي الإجابة في اللّحظة التي يدعو فيها الله، وذلك لما ورد في الآية الكريمة عندما قال جلّ جلالهُ «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنّيِ قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ».

إنّ دعواتنا تُجاب حقاً في اللّحظة التي ندعو فيها الله القريب، ولكنّها تبقى معلّقة ولن تتجلّى إلى أن نستوفي الشّروط التي جاءت في تكملة الآية الكريمة «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلّهُمْ يَرْشُدُونَ».

فاستجابتنا لله هي جاهزيّتنا واستعدادنا لاستقبال ما نريد وتجليه في واقعنا، والاستعداد هنا طبعاً استعداد داخليّ قبل أن يكون خارجيّاً.

وقد بيّن الله لنا في الآية أمرين مهمّين وهما: الاستجابة لهُ، أي الاستعداد الداخليّ المناسب لكُلّ طّلب.. ثمّ الإيمان به، أي قوة إيماننا بقدرة الله على الإجابة ثُمّ بأنفسنا.

وبعد أن نُصبح جاهزين من إدراك وإبصار الله لنا، سيأتينا الإرشاد الرّباني عن طريق إلهامات أو رسائل متعدّدة، وسيتجلّى ما طلبناهُ في الوقت المناسب، ولذلك قد يبتلينا الله أحياناً ببعض التحدّيات الغرض منها الجاهزية والاستعداد، وذلك من رحمتهِ بنا.