ملحق «الأسرة» - إعداد: سماهر سيف اليزل
المراقبة مطلوبة باستمرار من أولياء الأمور

أكدت اختصاصية التربية عائشة رضوان مع استخدام أطفالنا للشاشات بشكل كبير مؤخراً، ومع انتشار المحتوى غير الأخلاقي في كل وسائل الإعلام وعلى جميع المنصات، وانتشار الألعاب الإلكترونية والمواقع المختلفة، أصبحت احتمالية تعرّض أطفالنا لمحتوى غير لائق احتمالية كبيرة، وأشارت إلى أن هناك طرقاً مختلفة قد نكتشف بها تعرّض أطفالي لمحتوى غير أخلاقي منها:

* طريق السجّل التاريخي للتصفّح عبر المواقع أو الفيديوهات التي شاهدها.

* أو أن نراه نحن وهو يتعرّض لهذا المحتوى، أو أحدهم يراه ويخبرنا.

• يعترف هو بنفسه أو يحكي لنا ما شاهده.

وأضافت أنه وبغض النظر عن الطريقة التي قد نكتشف بها، فان التصرّف السليم في هذا الموقف يحتاج أن نهدأ ولا نبالغ في ردة الفعل، فالمبالغة في رد الفعل ستأتي بنتائج عكسية؛ لأنها ستدمّر الثقة بينكما وتجعل الطفل يشعر بالخزي والعار مما سيؤثر على نفسيته بالسلب، ويثير فضوله أكثر نحو هذا المحتوى.

وأردفت: «بعد أن تأخذ وقتك لتهدأ، ابدأ في الحديث مع طفلك، وحاول أن تقلّل شعوره بالخزي والذنب. أخبره أن الإنترنت مليء بمثل هذا المحتوى، وأن هذا ليس خطأه، واشرح له كيف يمكنه تجنّب هذا المحتوى؛ لأنه سيؤثّر بالسلب على معتقداته ومفاهيمه السليمة عن الحياة، ثم طمئنه أنك لن تعاقبه، وأنك تريد أن تعرف كيف وصل لهذا المحتوى وماذا فهم منه، وصحّح له المفاهيم التي تلقّاها، واشرح له بالتفصيل أن هدف وجود مثل هذه الأشياء على الإنترنت هو التجارة والترويج، وأن هذا المحتوى لا يمثّل الحقيقة والواقع والطبيعة التي خلقنا بها الله، ومن ثم يمكنك إضافة نصوص دينية لدعم كلامك».

وبينت أن منح مساحة للسؤال مهم جداً حيث إنها تشعر ابنك بأنّك على استعداد أن تجاوب كل أسئلته عمّا شاهد أو أي أسئلة حول هذا النوع من المحتوى. فبهذه الطريقة سيزول خوف طفلك، وستفهم أكثر تأثير ما شاهده على تفكيره؛ ومن ثم يمكنك تعديل وتشكيل هذه المفاهيم قبل أن تصبح معتقدات.

وإذا لم يكن لديه أسئلة ساعده أنت بطرح بعض الأسئلة عليه، مثل، هل رأيت أيّ شيء كان محيّراً لك؟، هل صدمك شيء ما من هذا المحتوى، هل شعرت بعدم ارتياح تجاه شيء ما، وذكّره أنه لكي تساعده على فهم هذه الموقف يجب عليه مشاركتك بما يفكّر ويشعر حيال هذه التجربة، وبعد أن تساعد طفلك في معالجة ما حدث بشكل سليم وهادئ، ضع معه حدوداً جديدة لاستخدام الإنترنت واتفقا معاً بلطف ودون إجبار على هذه الحدود.

وقالت عائشة رضوان إن مراقبة الوالدين للمحتوى الذي يتعرّض له الأطفال شيء حتمي، فهناك برامج وتطبيقات يمكنها ربط أجهزة أطفالك بجهازك أو البريد الإلكتروني الخاص بك لتطلّع على كل شيء يتعرّضون له. كما أن هناك برامج تصفية يمكنها منع المحتوى التي لا تريد تعرّضهم إليه عن طريق وضع كلمات معينة لوصف المحتوى الذي تريد منعه. أيضاً من المهم وضع قوانين لاستخدام الأجهزة مثل.

وأردفت: «المتابعة باستمرار، ووضع موانع وحدود، سيقلّل فرص وصول المحتوى غير اللائق لأطفالنا، ولكنه قد لا نمنعه بنسبة 100%، لذا علينا المتابعة في الرقابة والحديث مع أطفالنا حول المحتوى الذي يتعرّضون له بشكل يومي والجلوس بجوارهم، أو في نفس المكان عند استخدامهم أجهزتهم».

وختمت: «ابنِ ثقة متبادلة مع طفلك، دائماً وأبداً وجود ثقة مشتركة بينك وبين طفلك يحميه من أشياء خطيرة كثيرة في هذه الحياة، إذا نجحت في طمأنة طفلك، وكنت له الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه في أي موقف، دون أن يخشى رد فعلك، فقد نجحت في تربية طفلك بشكل سليم وصحّي».