لبناء منظومة أسرية قوية
عائشة بنت حمد البوعينين - مدرب تربوي وكوتش اختصاصي سعادة ومرشد أسري
أُمٌّ دائماً تصرخ على ابنها ذي الخمس سنوات عندما يبكي وتقول له «لا تصيح انت ريال».. فنتج عن ذلك ولد يكبت مشاعره ويلجأ للآخرين ليبث شكواه وألمه إليهم.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل علّمنا أولادنا المعنى الحقيقي للرجولة قبل أن نطلق عليهم مثل هذه العبارات المغلوطة عن الرجولة؟ هل الرجال لا يبكون حقاً، وقد قال الله في كتابه الحكيم «وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى»، «سورة النجم: 43». إذاً هذه المشاعر طبيعية تعتري كل إنسان لكن المجتمعات هي من صورت فكرة أن الرجل لا يبكي، فكيف يعبّر هذا المسكين عن مشاعره المكبوتة؟
كثير من الآباء و الأمهات يحلمون أن يكون ابنهم رجلاً حقيقياً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ؛ لهذا سأطرح في هذا المقال مجموعة من الأساليب المعينة لنا في تربية أولادنا في ظل التحديات الكثيرة في هذا العصر ليكون أولادنا رجالاً حقيقيين أسوياء يشعرون بالمسؤولية.
- احرص على العلاقة القائمة على الاحترام و التقدير لابنك منذ الصغر وعلّمه أن يحضر مجالس الرجال، وابتعد كل البعد عن إهانته وكسر شخصيته أمام الناس.
- علّم ابنك تحمّل المسؤولية ابتداءً من ترتيب ألعابه وانتهاءً بالمسؤوليات الكبيرة التي تكبر معه، ولا تستهن بالتصرفات البسيطة التي تعلّمه إياها فتحميله المسؤولية يبدأ منذ الصغر.
- ازرع في ابنك صفة الصدق وأن الصدق من صفات الرجال الشجعان فالجبان هو من يكذب، أما الرجل فيلتزم بكل كلمة يقولها حتى في اختياراته وقراراته.
- اجعل من ابنك شخصاً مبادراً يسعى لعمل الخير ويساعد ويرحم الآخرين، فلو شاهد رجلاً كبيراً في السن يحتاج للكرسي مثلاً يقوم هو ويترك المجال لمن هو أكبر منه، وكذلك إذا رأى شخصاً يحمل أشياء ثقيلة يبادر ويمد يد العون له فالرجولة مواقف.
- علّم ابنك كيف يدافع عن نفسه ولا يقبل بأي حال من الأحوال أن يتطاول عليه أحد ويتعلّم فن مواجهة المواقف بحكمة وتروٍّ، فهو في المستقبل سيكون راعياً لأسرة فيها «أمه وأخته وزوجته وابنته».
- شجّع ابنك على ممارسة رياضة يحبها لتنصقل شخصيته ويقوى جسده، وعلّمه أن هذه القوة ليدافع عن نفسه وليس لإضرار الآخرين والتعدي عليهم.
- حمّل ابنك بعض المسؤوليات التي تشعره برجولته، أبسطها ميزانية الأسرة لنزهة ما وهو من يدفع ومسؤول عن الحسابات. واستشره في بعض المواقف والمشاكل ليتعلّم كيف يواجه الحياة.
- أبعد ابنك عن الحياة المُترفة التي تعلّمه الليونة والميوعة واصحبه معك أينما خرجت ليرى من خلالك النموذج الحقيقي للرجولة داخل وخارج المنزل.
همسة أس
إذا أردنا أن نجني الثمار لابد من الصبر والدعاء، ولابد من الحرص على ربط أولادنا بكتاب الله وسنة نبيه ليعرف من خلال علاقته بالله كيف يرتب أولوياته في الحياة، أولها بالالتزام بالصلوات الخمس في المسجد وانتهاءً إلى ترك أثره الطيب في الحياة.