أميرة البيطار جملة أعجبتني: «كل واحد له عند الآخر رصيد من الحب».مهما كنت شخصاً صالحاً سيحكم عليك الناس بناء على مزاجهم وحالهم.من هنا سيبدأ مقالي اليوم، دع لك رصيداً في كل مكان ليس فقط في رصيدك البنكي، ولكن، أولاً، رصيداً مع ربك، ورصيداً مع أهلك ورصيداً مع أحبابك وأصدقائك، ورصيداً في هاتفك وأخيراً رصيدك في البنك. وفي كل هذه الحالات لا تدعه يقول لك: عفواً لقد نفد رصيدكم. فالمعنى العام للرصيد هو أن تعلم الموجود في حسابك المتداول الخاص بك من مشاعر وحب وألفة.ولكن الأقوى أن يكون لك رصيد مع ربك، فكيف يكون ذلك؟ رصيدك مع ربك بقرآنك بصلواتك ونوافلك، لا تتخلى عنه ولا تنقص منه شيئاً. انتبه فقد ينسحب بغيبة أو نميمة وأخذ حقوق وعقوق، وقطع صلة أرحام. فقد قال تعالى: «فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم، وإن كثيراً من الناس لفاسقون».فعليك أن تعتصم بربك حتى ترتاح، وإياك أن تستبطئ الطريق، الطريق إلى الله طويل ولو مشيت لمشى إليك وإذا هرولت لهرول إليك، استعن بالله واترك شكواك له. رصيدك مع أهلك هو «تحويشة» العمر، الدفء والحنان، الفرح والسعادة، كل المشاعر التي تزيد وتنقص تبقى فيها. أهلك معك سندك وعشرتك وعزوتك لا تتركها حتى تصل لجملة لقد نفد رصيدكم، فهم الزمن والزمن ليس فترة هينة، ولكن أرى البعض أصبح يبعد ويهرب لأنها أصبحت علاقات مؤذية وليست مجزية.رصيدك مع أصدقائك هو الرصيد المطاطي «خذ وهات»، «يوم لي عندك ويوم عندي لك»، ولكن لا تجعل حياتك مرهونة بعلاقات لأشخاص يظنون أن رصيد التسامح لديك بلا نهاية ولا يستنفد، ولا تبقَ على علاقة من هذا القبيل تحت مسمى طول العشرة يغفر لهم ما يفعلون، ولكن اعتزلها فوراً ولا تبقَ بعلاقات سامة.رصيد الأحبة يحتاج الحب للكثير من العمل والأفعال، وفي يدي كل منهما مقدار بيدنا أن نجعله قوياً كالجبل أو ضعيفاً كالجير.إياك أن تتعامل بمبدأ الضمان. أي لا تبقَ ضامناً لحب الأشخاص الذي بحياتك.في المقابل حينما يكون رصيدك من المشاعر صفراً، لن تجد لديك ما يعينك إذا ما حدث طارئ من لحظة غضب أو كلمة قاسية.وهكذا.. كلما كان رصيدنا مليئاً بالجميل من المشاعر، أمكننا التغلب على صعوبات الحياة، والعيش بطمأنينة وراحة بال.