محمد إسحاق عبدالحميد


يُحكى أن سباقاً أقيم بين السلحفاء والأرنب لمعرفة من الأسرع ومن سيصل لخط النهاية أولاً، وعند بدء السباق انطلق الأرنب بأقصى سرعته وتفوق على السلحفاء بفارقٍ كبير، حتى إذا اقترب من النهاية توقف للاستراحة قبل إكمال السباق لثقته بالفوز الأكيد.

وأما السلحفاء فلقد استمرت بخطى بطيئة وثابتة دون توقف أو تململ حتى وصلت لخط النهاية وسبقت الأرنب الذي كان يغط حينها في نوم عميق.

في هذه القصة الرمزية والتي أغلبنا قد سمعها أو شاهدها نصيحة مهمة جداً للنجاح في الحياة، فبالرغم من الفارق الكبير في الإمكانيات بين الطرفين وتفوق الأرنب بكافة المقاييس إلا أن السلحفاء فازت في السباق بالجُهد المتواصل والمستمر وليس بالإمكانيات الكبيرة دون ثبات واستمرار، بالرغم من أنها وصلت بعد جهد ووقت طويل إلا أنها وصلت وهذا هو المهم.

وأغلبنا يريد تحقيق النتائج في الحياة بشكل سريع ويبذل جهداً كبيراً في البداية، ولسان حاله يقول: إما أن أصل لهذه الأهداف الآن أو أن أترك المحاولة!!

إما أن يتحسن وضعي المالي الآن أو أترك المحاولة لتعذر ذلك..

إما أن أنحف وأخسر عدداً من الكيلوغرامات هذا الشهر، أو أترك البرنامج الغذائي كلياً..

فهل الوصول لهذه الأهداف يتم بهذه الطريقة؟ وهل الحياة إلا طريق مليء بالعقبات والتحديات التي تتطلب منا مواصلة المسير وتخطي العقبات للوصول لأهدافنا وما نطمح إليه؟؟

ولو وضع الإنسان لنفسه خطة عمل طويلة المدى، ووضع خطوات صغيرة جداً وكل يوم يقوم بعمل خطوة نحو هدفه فسيصل ولو بعد حين.

فالنجاح في تغيير الوظيفة أو القسم بعد 3 سنوات من الآن على سبيل المثال أفضل من أن تمر السنوات وأنت جالس في مكانك، تتمنى وتحلم أن يتغير واقعك يوماً ما.

فالعمل المستمر وبذل الجهد دونما انقطاع من أكبر المعينات على الوصول لأهدافك بإذن الله، والوصول متأخراً لأهدافك خير من عدم الوصول إليها بتاتاً.

وإذا وجدت نفسك عالقاً بين الأحلام والأمنيات دون عمل ولا سير مستمر فتذكر قصة السلحفاء والأرنب، وكيف وصلت السلحفاء مع ضعف إمكانياتها.