أمل الحربي


تمضي بنا الحياة ونعيشها بساعاتها ودقائقها وبأحداث تمر بنا وتثقلنا أحياناً بأعباء أو كثرة تفكير أو قلق أوأرق، ولكن كما أن هناك أعباءً فهناك ما يوازيها من الهدوء والسكينة وذلك لكي تتوازن الحياة، فلا شيء يدوم مطلقاً، وتتوازن الحياة إذا فهمنا واستوعبنا دروس الحياة التي تمر بنا من خلال أحداث أو مواقف أو ظهور ـشخاص بحياتنا وبعدنا عنهم أو بعدهم عنا أو خسارة شيء ما أوحتى تغير الشخص حيال موقف ما بحياته.

إن ما يحدث ببعض الأحيان من تأخير لشيء ما أو حدوث طارئ أو مفاجأة لا تسر مثلاً، فذلك لأن خلفها حكاية وأحداثاً ستتوالى لاحقاً وتحدث، ستسرنا وتخفف أو تمحو عن كاهلنا عبئاً أو هماً تنبثق السعادة منه ويكون بداية شيء جميل بعد ألم أو حزن ألمّا بنا، فيبدله الله بفرح.

فدائماً ثق أن رب العالمين لا يكلف الإنسان إلا وسعه، فهو رحيم بعباده محب لهم ويبعث برسائل من خلال الكون أو من خلال أو بواسطة الحيوانات للإنسان، فيجب أن يعيرها انتباهه ويفهم ما تعنيه، إلا أن هناك أناساً لا ينتبهون لهذه الرسائل وتمر عليهم مرور الكرام، وبالمقابل هناك أناس ينتبهون للرسائل التي يرسلها الله لهم ويفهمون مغزاها ويستفيدون منها برسالة أو عبرة أو حكمة، فمثلاً عندما يشاهد إنسان كلمة أو صورة على وسائل التواصل الاجتماعي لموضوع هو يفكر به أو يحتار بأخذ قرار به، فهذا معناه أن هناك رسالةً لها حكمة وعليه أن يفهمها ويستوعبها، أو من خلال كتاب قرأه واستوقفته جملة به، أو من خلال تأخر على موعد اجتماع أو سفر أو لقاء بصديق، فله حكمة ورسالة يريد الله بها أن يفكر الإنسان ليعرف معناها وما وراءها، حتى الوقت لتوقيت حدوث شيء ما هو إلا رسالة أيضاً للإنسان.

ما علينا أعزائي إلا أن نتوقف لبرهة ونفكر ونتفكر بمواقف الحياة لنا والرسائل التي يرسلها الله لنا من خلال الكون ونستوعبها ونفهمها ونوجه أنفسنا ونسير حسب مغزى الرسائل التي تصلنا، لأن كل شيء بحياتنا يحدث له حكمة وعبرة وفكرة وقرار وحياة.