محمد إسحاق عبدالحميد
أحلم بدراسة الطب، فمنذ الصغر وأنا معجب بلباس الطبيب وأحب زيارة المستشفيات، وفي البيت الكل يناديني بالطبيب وبأن مستقبلي في دراسته، ولكن عندما قُبلت لدراسة الطب فقد اكتشفت العديد من الأمور التي كنت أجهلها وعلى رأسها الحاجة للدراسة المكثفة وحفظ العديد من المصطلحات العلمية، وبأن أغلب المواد قائمة على مادتي الكيمياء والأحياء وهي من الأمور التي كنت أنفر منها في الثانوية.
حاولت وحاولت لكن درجاتي حالت دون استمراري بدراسة الطب واضطررت للانسحاب وإعلان الهزيمة وأنا مصاب بخيبة الأمل لضياع حلم حياتي!!
سيناريو قد يبدو من وحي الخيال لكن هو أحد النماذج التي عاصرتها في مجتمعنا وغيرها كثيراً، وليس المثال حكراً على دراسة الطب بل على كل التخصصات.
الطموح وامتلاك الأحلام شيء جميل ويعطي الإنسان دافعاً للعمل والبذل، والصورة الجميلة التي يتخيلها الطالب في ذهنه قد تتحول إلى كابوس مزعج إذا لم يفق ويمتلك الوعي والإدراك الكافي عن التخصص الذي يرغب بالتوجه إليه، وهل يمتلك القدرة على دراسة التخصص أم لا.
والسؤال عن التخصصات في زماننا بات سهلاً وميسراً أكثر من أي وقت مضى، فوسائل التواصل والهاتف سهلت الاتصال بأهل الخبرة والاختصاص، وصار من السهل العثور على المتخصصين من أي مجال والتواصل معهم. والإنترنت مليء بمصادر لا تنتهي عن أي تخصص، ويكفي أن تبحث باسم أي تخصص لتظهر لك عشرات المقالات والمقاطع عن التخصص الذي تطمح إليه.
وتتوافر أيضاً العديد من الكتب والمراجع المفيدة عن اختيار التخصص الصحيح، وكيف يختار الإنسان التخصص وما العوامل الصحيحة لهذا القرار.
فاختيار التخصص هو أحد القرارات الهامة التي ستؤثر على حياتك، وفن اتخاذ القرار المناسب وتقييم البدائل المتاحة هو من الأمور التي يجهلها الكثير من الطلبة في الوقت الحالي.
إضافة إلى أن أي تخصص كان يحتاج للجد والانضباط والتضحية في سبيل الاستمرار فيه والتفوق به، ولا يكفي بأي حال مجرد الرغبة والحلم لدى الطالب.
فتأمل في اختياراتك للتخصصات وحجم المعلومات التي تحملها عن التخصص، فلعلك بحاجة للغوص في خفايا هذا التخصص والتعرف عليه أكثر قبل الإقدام عليه.