رائد البصري


حكي أن صاحباً لمصنع كان عنده مشكلة كبيرة أثرت على سمعة المصنع «وتتمثل المشكلة في علب الصابون الفارغة التي تصل إلى العملاء أو الأسواق بسبب خطأ في مكينة التعبئة نتيجة خط الإنتاج» مما يتطلب استدعاء خبراء من خارج المصنع، وبعد الفحص تم إخباره إن الأمر يستدعي وضع جهاز ليزر على خط سير المنتج ليكشف العلب الفارغة بقيمة تقدر بألف دولار، أمر شكل صدمة له وقبل أن يشتري هذا الجهاز المكلف طلب من العاملين المشاركة في إيجاد حلول للمشكلة، حيث تقدم أحد العاملين باقتراح بوضع مروحة صغيرة لا تكلف مبلغاً أكثر من 50 دولاراً، حيث تم وضع تلك المروحة بقرب خط الإنتاج حيث العلب الفارغة تتطاير وتسقط والعلب الشاغرة تثبت وحُلت المشكلة بالمشاركة بين الإدارة والعاملين.

كما يروى أيضاً أن هناك فندقاً جديد العهد في إحدى المدن الشهيرة في العالم، اشتكى عدد كبير من النزلاء من بطء سرعة المصعد أثناء الركوب والمكون من 35 طابقاً عند الهبوط والصعود مما يتطلب وقتاً كبيراً يُهدر في أغلبه في الانتظار مما جعل مالك الفندق يستدعي متعهد الصيانة لحل المشكلة التي يعاني منها النزلاء حيث طلب مبلغاً خيالياً بعد المعاينة لاستبدال المصعد الكهربائي بآخر مما جعل إدارة الفندق في حيرة من أمرهم، وهنا اقترح أحد العاملين فكرة بسيطة للغاية ونتيجة الاقتراح تم قبول الفكرة على الفور حيث قدم توصية بوضع مرايا وموسيقى مع أضواء خفيفة ملونة في المصعد حيث تم تطبيقها على الفور ولم تكلف الكثير من المال حيث لم ترد أي شكوى من العملاء عن المشكلة سابقة الذكر.

الخلاصة بعد عودة جميع طلبة جامعة البحرين للحضور للدراسة قابلها قرار إيقاف الموصلات من قبل الجامعة وأصبحت الشوارع المتجهة إلى الجامعة ومواقف السيارات لا تطاق لجميع الطلبة ومن يرافقهم، واقترح كثير من الطلبة أو أولياء الأمور والمهتمين بالموضوع عدة أفكار قد تسهم في تخفيف حدة المشكلة، مثلاً عودة التعليم الافتراضي إلى بعض المواد النظرية ومنها تدريس المواد النظرية كالآداب التي لا تحتاج التطبيقات العملية، والعمل على مواقف سيارات متعددة الطوابق في فناء الجامعة، واستغلال مواقف الحلبة مع توفير موصلات دورية للجامعة، وشغل يوم لخصوصية الثلاثاء الفارغ من المقررات الدراسية، وتلك نعمة الأفكار التي تخرج من عشرة لا شك أفضل من الفكرة التي تخرج من شخص واحد مهما كان مستواه العلمي وخبرته العملية.

نعم مثل ما يقول المثل كل مشروك مبروك ولقيادة فن يحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها المؤسسة.