عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
تعبير شائع نستخدمه عندما نشعر أن شخصاً ما يتعامل معنا بأسلوب غير لائق.. من وجهة نظري بدلاً من أن نطلب من الآخرين أن يحترموا أنفسهم نبدأ نحن باحترام أنفسنا من خلال قبول النفس على حالها دون قيد أو شرط.
لابد أن تتكون لدينا قناعة أن احترام الغير لنا لن يأتي إلا باحترامنا لذواتنا. وهذا ما يجب أن نعلّمه لأطفالنا بدلاً أن نطلب منهم أن يحترموا من هو أكبر منهم دون مراعاة ذواتهم فيسعون لإرضاء الآخرين على حساب أنفسهم. هنا يجب أن ندربهم من خلال سلوكياتنا معهم، فكل ما نقوم به معهم بمثابة المرآة التي تنعكس على أطفالنا.
عندما نمر بمشكلات في حياتنا الأسرية نتقبلها ونعلم أطفالنا كيفية التعامل معها بدلاً من تضخيمها والتذمر منها.
محاربة الكمال والمثالية من الأساسيات التي تساعدنا وأطفالنا على الوصول لنظرة الرضا عن الذات. فكلما برمجنا عقلنا على المعايير المنطقية سنتعامل مع أنفسنا بحب وواقعية فنصل للأفكار الإيجابية التي تغرس السعادة في نفوسنا. فالسعادة حالة ذهنية ولا يمكن أن نربطها بما لدينا من ممتلكات أو نفوذ وهذه فكرة خاطئة ينبغي تصحيحها.
كذلك النجاح في غرس فكرة أن الناس جميعها لن تتفق على محبتنا فهذا من الطبيعي، فلكل منا قيمه الخاصة وتوجهاته مما سيساعدنا كثيراً على السيطرة على مشاعرنا وردود أفعالنا فهي أغلى ما نملك؛ فإذا درّبنا أنفسنا على المسؤولية الذاتية تجاه أنفسنا سنصل إلى مرحلة متقدمة جداً من توقير وتقدير الذات، وهنا لن يستطيع أي فرد كان أن يجعلك تشعر بإحساس معيّن إلا بعد موافقتك.
همسة أسّ
إلى كل الآباء والأمهات، كلمة من القلب صارت إحدى قناعاتي بعد مجموعة كبيرة من جلساتي مع أولياء الأمور.. عاملوا أنفسكم باحترام، أعطوا أنفسكم نفس القدر من الحظوة والاهتمام الذي تعطونه لأطفالكم وضيوفكم والمسؤولين عنكم في الوظيفة، وأنا أشجع أن يكون أكثر أيضاً، احرص على أن تكون الرقم واحد عند نفسك لكن باعتدال فلا إفراط ولا تفريط.. متى ما أحببنا أنفسنا سنساعد أطفالنا على العيش بين أكناف أسرة متزنة فيها كل ما يلزم من أركان السعادة.. دمتم بخير.