يكبر الأطفال الذكور في مجتمعاتنا معتقدين أن الطبخ والغسيل والتنظيف وجميع المهام المنزلية هي من مسؤولية المرأة فقط!
لأنه يرى أمّه في العادة تقوم بهذه المهمّات جميعها بمساعدة أخته الفتاة دون مشاركة والده أو طلب مشاركته، وهنا يترسّخ في فكره معتقداً خاطئاً بأن هذه المهام ليست مسؤوليته. فيكبر الطفل ويصبح شاباً ويبدأ في البحث عن فتاة تخدمه بدلاً من أن يبحث عن شريكة حياة.
كما ويضع توقّعات كبيرة على هذه الفتاة بأن تكون مثل أمّه تخدمه، وتطبخ له، وتعتني بملابسه ونظافة المنزل كلّه، وعند الإنجاب، فالأطفال بالكامل مسؤوليتها. عندها تظهر المشاكل والكوارث الأسرية عندما تشعر المرأة بأنها مجرّد خادمة له ولأطفاله، فهذا ليس عادلاً!
نعم كل هذا يحدث بسبب خطأ فادح من الأم، معتقدة أنها تحبّ ابنها الذكر وتقدرّه. إلا أن الحبّ الحقيقي هو تربية طفل غير اعتمادي ومتحمّل للمسؤولية، فتعليم المهام المنزلية هي مهارات أساسية يجب أن يكتسبها كل أطفالنا بطريقة متساوية دون تفكير في الأمر.
إليك الخطوات العملية لتربية طفل ذكر مسؤول وغير اعتمادي:
* إعطاء الطفل مسؤوليات تناسب سنّه من عمر عامين.
* عدم التمييز في المسؤوليات بين طفلنا الذكر وطفلتنا الفتاة.
* مشاركة الأب في كل الأعمال المنزلية ليكون قدوة له.
* إعطاء الطفل تحدّيات في المهام ليثبت قدرته.
* جعل وقت المهام مرحاً ومليئًا بالضحك واللعب ليحبّه الطفل.
* عند طلب شيء ما من الطفل كأن يرتدي ملابسه أو حذاءه بنفسه أو أي شيء آخر علينا أن نصبر، حتى لو أخذ وقتاً طويلاً، فإذا تسرّعنا وقمنا بمساعدته سيعتاد ذلك، ولن يعتمد على نفسه.
* يمكننا وضع لوحة على الحائط بمسؤوليات كل فرد من أفراد العائلة، ويمكننا وضع علامة «صح» عند قيام الطفل بمسؤوليته.
* استخدام المكافآت من وقت لآخر سيشجّع الطفل، ولكن ليست طوال الوقت كي لا يعتاد على المكافأة الدائمة للمهام الطبيعية.
* علينا مساعدة الطفل عند عمر معين أن يبدأ في حلّ واجباته المدرسية والدراسة بمفرده لبعض الوقت وبالتدريج حسب عمره، وفي الوقت المناسب يجب أن نتركه يفعل كل شيء بمفرده.
* تدريب الطفل على أن حجرته هي ملكه وهو مسؤول عنها بالكامل، عليه ترتيب سريره ووضع ملابسه المتّسخة في سلة الغسيل وترتيب ملابسه النظيفة وتنظيف الحجرة ولمّ الألعاب باستمرار كي يشعر بالمسؤولية تجاّه كل ما يخصّه. علينا أخذ كلّ هذه الخطوات على محمل الجدّ، لأن تدريب الأطفال على المسؤولية ليس بشيء سهل، وتغيير الأفكار والمعتقدات المجتمعية يأخذ وقتاً طويلاً، ففي تربيتك لطفلك الذكر ضعي في ذهنك دائماً صورته وهو شابّ كبير، كيف تريدين أن تريه؟
بالطبع شاب مسؤول وغير اعتمادي، ويحبّ عائلته ويساعد كلّ من حوله، وناجح في عمله وعلى قدر المسؤولية، وزوج وأبّ ناجح ومتعاون. إذن فبداية تكوين هذه الصورة تبدأ من الآن في تربيتك له خلال كل التفاصيل اليومية لحياتكم.