زينب العلوي

دق باب "بنت الحلال" للزواج منها، فتفاجأ العريس بالمهر العالي والمتطلبات الخيالية التي تفوق قدرته المالية، ولكن رغبته في الزواج وخجله من أهل خطيبته دفعه للقبول بهذه المتطلبات رغم عدم استطاعته لتلبية هذه الاحتياجات، ولم يكن أمامه إلا اللجوء للبنك للاقتراض لتغطية المصاريف الزائدة عن استطاعته، ويبقى سنوات يسدد ما أنفقه في ليلة العمر. تلك هي قصة عينة من الشباب الذين تحول حلم الزواج بالنسبة لهم إلى كابوس مخيف بسبب موافقتهم على أمور تفوق مقدرتهم المالية.

وأكد الاقتصادي أكبر جعفري بأن "في هذه الحالة يتحول المهر من هدية إلى معاملة تجارية، ما يعني بأنه خرج عن هدفه الأساسي وأصبح مثل مباهات اجتماعية، فالمهر الخيالي يخرج من مصطلح المهر، فالآن هذه التكاليف الكثيرة ليست ثقيلة فقط على الذين لا يمتلكون الأموال، بل حتى على المقتدرين مادياً، فهذا الضغط من المصاريف يعتبر هدراً تاماً، وعرقلة للحياة الاجتماعية ويخلق ضغوطات نفسية غير مبررة للشباب والشابات في المرحلة الأسرية".

من جانبه، أضاف الشيخ زياد السعدون بأن "خجل الشاب من الرفض يكدس عليه الديون ويزيد المشاكل الأسرية مستقبلاً ما يجعل الشاب عاجزاً عن تأدية حقوق زوجته، وهذا يؤدي إلى مشاكل ليست لها نهاية، لذلك ولا ينصح بالخجل في مثل هذه الحالة، فالخجل هنا مذموم وليس ممدوحاً، كما أن الصراحة هي الأساس فعند عدم استطاعته لتلبية هذه المتطلبات، فبكل بساطة عليه الرفض، ولا حرج عليه حينئذٍ.

من جهته، بين الاستشاري الأسرى حمد الخان بأن قضية "عدم رفض الشاب هي متعلقة بشخصيته هو، ويجب تقوية الشخصية وتدريبها على الثقة بالنفس فالثقة بالنفس خليط بين أمرين، تقبل الذات وتوكيد الذات ونعني بذلك بأن الشاب يجب أن يكون له رأي، فعندما لا يستطيع أن يلبي هذه التكاليف، لا مانع من الرفض، فرفضه لا يعني سوء أدبه أو أنه بخيل فهذه هي ظروفه واستطاعته فلا يجب الضغط على النفس وتحمل فوق الاستطاعة، من أجل فقط نظرة المجتمع فالنصيحة الأولى والأخيرة هي معالجة الأفكار، فالرفض لهذا المهر أو المتطلبات ليس عيباً أو حراماً.

وذكرت المحامية أبرار بخيت أن قانون الأسرة يخول الشاب بأن ينفق ويدفع على حسب مقدرته واستطاعته وأنه لا مشكلة في الرفض ولا يجب أن يتجاوز الحد الذي يفوق مقدرته.

وقالت: "أنصح كل شاب أن لا يفكر في الزواج قبل أن يكون جاهزاً ومستعداً من جميع النواحي المالية للحد من المشاكل التي قد تحصل نتيجة عدم الاستعداد والتهيؤ للأمور المالية بصورة كافية قبل الزواج، ولا مانع في رفضه شخصياً ودون خجل، إذا ما طلبوا منه أموراً تفوق مقدرته المالية، فهذا أولى من أن يدخل في دوامة المشاكل المالية، حتى أنه هنالك حالات مرت علي بأنه حدث طلاق بين متزوجين بسبب تغير الزوج بعد الزواج نتيجة الضغط المالي الذي حدث له أثر هذا الزواج، الأمر الذي جعله يعيش أزمة نفسية جعلت الزوج يصبح عصبياً ومقصراً تجاه زوجته وكل ذلك بسبب إنفاقه لمبالغ تفوق ميزانيته ولأمور لم يكن يريدها ولكن خجله من أهل خطيبته جعله يوافق عليها".