رئيفة عبدالعزيز
القرآن الكريم من أعظم نِعم الله علينا، فهُو منهج حياتي متكامل للبشريّةِ أجمع، جاء ليُوضّح لنا كل ما يخص الإنسان على هذه الأرض بأدق التفاصيل في كل جوانب حياته وأكثر من ذلك، وتعاليم الحياة الكونيّة كما خلقها اللهُ بأيسر وأسهل الطُرق.
ولكنّ بعض المجتمعات لم يقدّروا عظمة القُرآن ولم يستغلّوا عُمقهُ في تحسين حياتهم الجوهرية، فتركوا مكنوناتهُ ومعانيه العميقة وركّزوا على حِفظه وتجويدهُ والتّشديد على إدغام الحروف وتفخيمها وما إلى ذلك رغم أهمية تجويده، إلا أنه ليس أهم من العمل به.
هذا ما أُلاحِظهُ في مجتمعاتنا، فقد سخّروا طاقات هائلةً من الجهود والتكاليف الماديّة لِفتح مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتجويدهُ في معظم الأحياء السّكنيّة للكبار والصّغار، مما أصبحت تعادل المساجد في عددها تقريباً.. ولكن في المُقابل لا أرى أثراً فعّالاً لِما حفِظوا على حياتهم العمليّة إلّا البعض منهم، فقد رأيتُ من يحفظ القرآن ولكنّهُ يضرب زوجتهُ، ومنهم من يختم القرآن كل ثلاثة أيّام وهو مُهمل لأطفاله وبيته وإلخ.. من النّماذج المُتنوّعة التي اتخذت من القرآن الشكل الظاهري فقط ونسيت جوهره.
فأنا لا أستهين بحفظ القرآن وتجويده ولا أُقلّل من شأن حفظته، ولكنّي أعتبُ على الجميع في هذا المجال!!!
إن الذي تفتقرهُ مجتمعاتنا هي مراكز العمل بالقرآن الكريم وتطبيقهُ بشكل عمليّ، حيث تفتقر لمراكز تغرس في الأطفال الأخلاق والقِيم القرآنية، والتركيز على الأساسية منها كالإيمان الحقيقي وليس الشكلي، والصدق وليس التزييف، والأمانة لا الخيانة، والتقوى والاحترام وإلخ.. من القيم التي تخرج لنا أفواجاً من الصالحين.