ضرورة تزويدهم بمعلومات عن الكوارث الطبيعية والتعامل معها

الخوف والقلق مشاعر معدية، ومهما حاولنا أن نخفي أخبار الزلزال عن الطفل، فهي قد تصادفه في أي مكان حتى أثناء مشاهدة التلفاز.

ونبه خبراء علم نفس الأطفال إلى حالات الخوف والقلق التي تحدث للأطفال بعد الزلازل.

وعندما يعطي الأهل أهمية ومشاعر للواقعة فهذا يخيف الأطفال أيضاً، والطريق إلى الوقوف في وجه هذا الخوف هو شرح المسألة لهم بشكل طبيعي، ووضعها في سياق الأحداث الطبيعية.

الخوف من الزلازل لدى الأطفال

بعد الزلازل الأخيرة التي ضربت تركيا وسوريا ظهرت حالات قلق عند الأطفال، حيث رُصدت عند بعض من عايشوا تجربة الزلزال لأول مرة حالات الخوف من الذهاب إلى المدرسة والرغبة في البقاء مع الأهل.

في البداية يجب توعيتهم بقبول مسلمات الحياة، وأحد هذه المسلّمات هي الكوارث الطبيعية. وعلى الأهل وضع مقاربة هادئة للموضوع، وتشجيع الأطفال على ممارسة حياتهم الطبيعية كما كانت.

وكذلك على الطفل أن يعرف ما عليه فعله عند حدوث الزلزال، ويقع على عاتق الأهل إيصال هذه المعلومات بلغة بسيطة يسهّل على الطفل فهمها واستيعابها.

ومن المهم عدم المبالغة في التعبير عن المشاعر «مخيف»، «كارثة»، «كل شيء سيقع»، فالطفل لا يعرف كيفية التعبير عن هذه المشاعر بعد، وقد لا يستطيع التكيّف معها فوراً، ما قد يؤدي إلى وقوعه في سجن عالم الخوف.

انتبهوا لهذه العوارض

الخوف والقلق مشاعر معدية، ومهما حاولنا أن نخفي أخبار الزلزال عن الطفل، فهي قد تصادفه في أي مكان حتى أثناء مشاهدة التلفاز.

وعندما يرى الطفل مثل هذه الأشياء علينا أن نشرح له بطريقة مبسطة، أن هذه الحوادث جزء من حقائق الحياة، وعندما يصل الطفل إلى حالة الخوف عندها يجب على الأبوين أن يتحدثا معه، فهذا يساعد الطفل ويؤدي إلى تلاشي الخوف.

وعندما تستمر هذه الحالة على الرغم من محاولات الأبوين، عندها قد نحتاج إلى تدخل المختص النفسي. لأن الخوف أمر معدٍ وحتى لو بدأ صغيراً فإنه قد يكبر مولداً مشاكل أكبر في المستقبل.

وقد لا يرغب الطفل بالذهاب إلى مكان معين، وقد لا يرغب بالذهاب إلى المدرسة، لا يرغب في مغادرة المنزل، ويريد البقاء قرب الأب والأم كل الوقت، ويخاف من البقاء لوحده، يلتصق بأبويه حتى يحس بالأمان أكثر، وما يشبهها من العوارض والتصرفات الجديدة عليه.