عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
لنتخيل معاً لو كان أبناؤنا كقدر الضغط الذي نطهو فيه الطعام سريعاً.. ما الذي سيحدث في هذا القدر المملوء والذي تم إغلاقه بإحكام؟ من الأكيد سينفجر ويحدث ما لم يكن في الحسبان.
هكذا هم أبناؤنا عندما يعيشون في يومهم الكثير من المشاعر لكن لا يستطيعون التعبير عنها.. لأننا نقمع تلك المشاعر دون قصد من خلال عبارات مغلوطة مثل «لا تبكِ أنت رجل» أو لنقص قدرتنا على التعبير عن مشاعرنا فيقتدي بنا أبناؤنا أو لأننا لم ندربهم على التعبير بالطريقة الصحيحة. فيأتي الوقت الذي ينفجرون فيه بالبكاء أو الصراخ والضرب للتنفيس عما يمرون به من مشاعر مكبوتة. والمشكلة هنا عوضاً عن أن نحتويهم في هذه اللحظة نرفع أصواتنا ونهددهم للوقوف عن ذلك وإلا سيعاقبون!!!
لابد أن نقف مع أنفسنا ونتساءل لماذا يقوم ذلك ابني بهذا التصرف.. هل يوجد ما يزعجه أو يؤلمه، وليس على المستوى الجسدي فقط بل حتى مشاعره التي لا تقل أهمية عن أي شيء آخر. نحن كلما بكرنا في تعليم أبنائنا وتدريبهم على التعبير بالطريقة الصحيحة كلما كان أفضل في مواجهة مصاعب الحياة والقدرة على التكيف مع المتغيرات السريعة، مما سينعكس على سلوكهم مستقبلاً فتراهم يتمتعون بصحة نفسية جيدة وقدرات عالية في التواصل مع الآخرين فيتفوقون عليهم في الدراسة والحياة المهنية. ولا يخفى على الجميع أن الشخص القادر على التعبير عن مشاعره بالسلب أو الإيجاب هو شخص واثق بنفسه عنده تقدير عالٍ لذاته.
يمكننا تدريب أبنائنا على التعبير عن مشاعرهم من خلال تعريفهم اسم الشعور، ففي البداية قد يكون غريباً عليهم فنحن نساعدهم مثلاً: «ابني فرح لأنه ذهب إلى مدينة الملاهي، ابني غاضب لأن صديقه أخذ لعبته» ويمكن الاستعانة بالقصص التي توضح ذلك له، كذلك لابد من مشاركة الابن ومناقشته مشاعرك في حال مررت بموقف ما، ابدأ أنت بالتعبير عن مشاعرك ثم أعط الفرصة لابنك وأسأله عما يشعر وناقشه في ذلك.
همسة أس
احرص على مقاومة شعور الرغبة بالغضب على طفلك في حال عجزه عن التعبير، بل احضنه وقم باحتوائه وامتصاص الشعور السلبي ومساعدته للتعبير عما يدور في خلجه، فكلما شعر طفلك بالأمان سيستطيع التعبير عن مشاعره بكل صدق، أما إذا شعر بالخوف أو أن مشاعره الصادقة ستؤذيه قد يكذب أو يكبت وسينتج عن ذلك طفل خطير وهو الطفل الانطوائي.