صبا العصفور
جمال الطبيعة دائماً يأسرنا ويدعونا للاستمتاع بالجلوس وبين أحضانها لنملأ أعيننا بروعة ألوانها ودقة صنعها وعبق رائحتها وتناغم مكوناتها على الأرض وفي الماء والهواء.
ولكن ما إن نجلس في حديقة أو على شاطئ حتى تهاجمنا لدغات الناموس والحشرات، أو تفزعنا سرطانات البحر، وقد نستاء من روائح أسمدة المزروعات، فنبدأ بالتذمر من ذلك الإزعاج غير المرحب به في أوقات راحتنا واستجمامنا، وقد نضحك بسبب مشاغبة نحلة أو سرقة قطة لطعامنا أو نقهقه لإصرار الرياح على العبث بمتاعنا، فتلك هي طبيعة الجمال، ونتذكر تلك اللحظات لاحقاً بابتهاج قلوبنا وشكر خالقنا على بديع صنائعه وبلا ضغائن لمخلوقاته.
الطبيعة هي مجموعة من القوانين والسنن الكونية المتداخلة، وتضاف لها النفحة الربانية بربطها بالسماء «وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» فتسبيح تلك الكائنات هو قيام كل منها بدوره بإتقان ضمن شبكة متوازنة ومحكمة، ولا تنتظر جزاءً ولا شكوراً، فهي مفطورة غريزياً للقيام بذلك العمل، وإن اختل عملها تقطعت دورة الحياة وأسنت الأرض.
هكذا هي حياة الناس، تبدو جميلة ومبهرة بصورة متكاملة كالطبيعة بتنوّعها المتداخل، تعج بالحركة والتواصل والعمل والتنمية والإعمار، فهذه مهمة الإنسان في الأرض، ليؤدي أمانته وتسبيحه بتفعيل القيم الإنسانية التي ميزه الله بها عن بقية المخلوقات، فبها يستقيم دوره.
ولا تلبث شياطين الإنس ووسوسات النفس حتى تبدأ بمهاجمة تلك النفحات الإلهية المودعة فيه لتبدأ بالقرص والعض، وهنا تتفاوت استجابة كل فرد بمقدار ما زكّى قلبه ونفسه وأحسن عمله، فالمحسن يفعل الصواب لمن يعرف أو لا يعرف، ويجتهد في العطاء ويزرع ويبني وينصح ويتعلَّم ويعلِّم ويدفع الأذى برجاء منفعة الناس والمعمورة لأن ذلك تفعيل لخلافته في الأرض بدون انتظار الشكر والثناء وهو جمال الإحسان.
فعمل المحسن هو تجارة مع الله واستثمار طويل الأجل بلا مردود، ويكون متسلحاً بالصبر ومتحملاً لدغات بعوض بعض البشر وهجمات شرارهم، محتسباً أجره على خالقه «وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ»، أجره هو الارتقاء على السلم الإنساني ليكون حكيماً وعالماً «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»، فيعيش السِلم والجمال مع الناس باختلاف ألوانهم ومشاربهم بلا منازعات أو ضغائن كما مكونات الطبيعة يكمّل أحدهم للآخر «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» بالتعارف والتآلف والبر والتناصح والإجارة لدفع أذى الناموس ورائحة الروث ممن لا يبتغي للإحسان سبيلاً.
لكي نحيا الحياة لابد أن نختبر قرصات ديدانها ومداواتها بالصبر والإحسان فتلك هي طبيعة الجمال.
* جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية
جمال الطبيعة دائماً يأسرنا ويدعونا للاستمتاع بالجلوس وبين أحضانها لنملأ أعيننا بروعة ألوانها ودقة صنعها وعبق رائحتها وتناغم مكوناتها على الأرض وفي الماء والهواء.
ولكن ما إن نجلس في حديقة أو على شاطئ حتى تهاجمنا لدغات الناموس والحشرات، أو تفزعنا سرطانات البحر، وقد نستاء من روائح أسمدة المزروعات، فنبدأ بالتذمر من ذلك الإزعاج غير المرحب به في أوقات راحتنا واستجمامنا، وقد نضحك بسبب مشاغبة نحلة أو سرقة قطة لطعامنا أو نقهقه لإصرار الرياح على العبث بمتاعنا، فتلك هي طبيعة الجمال، ونتذكر تلك اللحظات لاحقاً بابتهاج قلوبنا وشكر خالقنا على بديع صنائعه وبلا ضغائن لمخلوقاته.
الطبيعة هي مجموعة من القوانين والسنن الكونية المتداخلة، وتضاف لها النفحة الربانية بربطها بالسماء «وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» فتسبيح تلك الكائنات هو قيام كل منها بدوره بإتقان ضمن شبكة متوازنة ومحكمة، ولا تنتظر جزاءً ولا شكوراً، فهي مفطورة غريزياً للقيام بذلك العمل، وإن اختل عملها تقطعت دورة الحياة وأسنت الأرض.
هكذا هي حياة الناس، تبدو جميلة ومبهرة بصورة متكاملة كالطبيعة بتنوّعها المتداخل، تعج بالحركة والتواصل والعمل والتنمية والإعمار، فهذه مهمة الإنسان في الأرض، ليؤدي أمانته وتسبيحه بتفعيل القيم الإنسانية التي ميزه الله بها عن بقية المخلوقات، فبها يستقيم دوره.
ولا تلبث شياطين الإنس ووسوسات النفس حتى تبدأ بمهاجمة تلك النفحات الإلهية المودعة فيه لتبدأ بالقرص والعض، وهنا تتفاوت استجابة كل فرد بمقدار ما زكّى قلبه ونفسه وأحسن عمله، فالمحسن يفعل الصواب لمن يعرف أو لا يعرف، ويجتهد في العطاء ويزرع ويبني وينصح ويتعلَّم ويعلِّم ويدفع الأذى برجاء منفعة الناس والمعمورة لأن ذلك تفعيل لخلافته في الأرض بدون انتظار الشكر والثناء وهو جمال الإحسان.
فعمل المحسن هو تجارة مع الله واستثمار طويل الأجل بلا مردود، ويكون متسلحاً بالصبر ومتحملاً لدغات بعوض بعض البشر وهجمات شرارهم، محتسباً أجره على خالقه «وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ»، أجره هو الارتقاء على السلم الإنساني ليكون حكيماً وعالماً «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»، فيعيش السِلم والجمال مع الناس باختلاف ألوانهم ومشاربهم بلا منازعات أو ضغائن كما مكونات الطبيعة يكمّل أحدهم للآخر «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» بالتعارف والتآلف والبر والتناصح والإجارة لدفع أذى الناموس ورائحة الروث ممن لا يبتغي للإحسان سبيلاً.
لكي نحيا الحياة لابد أن نختبر قرصات ديدانها ومداواتها بالصبر والإحسان فتلك هي طبيعة الجمال.
* جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية