بقلم: حسن علي ربما شاهدت أحدهم يمتنع عن الطعام أو يجبر نفسه على القيء بعد التناول مع كثرة التدقيق في السعرات الحرارية قبل الأكل مخافة زيادة الوزن، أو عكسه تماماً الذي لا يستطيع الحركة بعد ملء المعدة فوق طاقتها بأصناف الأطعمة والمشروبات، هذا كله يعبر عنه باضطراب الأكل وهو سلوك غذائي غير اعتيادي، إن استمر لفترة طويلة سيؤثر سلباً على الشخص من الناحية الجسمية والنفسية، والعاملان الوراثي والنفسي من أوضح مسبباته.أما أنواع الاضطراب فهي:* اضطراب فقد الشهية العصبي: وهو الخوف من السمنة فيقوم الشخص بتقليل الأكل لدرجة النحافة، ويظهر في المراهقات بنسبة 1 في كل 200‪مراهقة، نتيجة الرغبة في الحصول على قوام رشيق يماثل عارضات الأزياء، فهم كثيرو التدقيق في الوجبات والسعرات ولعلهم يرمون طعامهم ويخفون اضطرابهم على من حولهم، لدرجة إصابتهم بانخفاض ضربات القلب وهبوط في الضغط والحرارة والانتفاخ في البطن والإمساك وعدم الرغبة الجنسية وتوقف الدورة الشهرية وذلك لنقص التغذية السليمة المؤدية للمرض والاكتئاب.* اضطراب الشراهة وهو تناول كميات كبيرة من الطعام فوق الحاجة بسبب عدم السيطرة على شعور الشراهة، وهو شائع في الكبار بنسبة 3.5% في النساء البدينات، 2% في الرجال البدناء.أما الشره العصبي فنسبته 1% لدى المراهقات عادة بسبب الضغط النفسي.ويشعر صاحب الشره العصبي بالذنب بعد تناول الوجبة، ويلجأ للإفراط في الرياضة واتباع نظام غذائي صارم أو تناول مدرات البول لتقليل احتفاظ الجسم بالسوائل حتى يفقد ما اكتسبه من وزن زائد.* اضطراب تقييد الطعام وهو تناول كميات قليلة جداً من الطعام خوفاً من السمنة، مع اللجوء للرياضة بشكل مبالغ فيه.* الاضطراب الاجتراري وهو استرجاع ما تم تناوله من الطعام بشكل اختياري وطوعي، وعادة ما يخفي المجتر اضطرابه عمن حوله.* اضطراب شهوة الغرائب وهي تناول أشياء غير قابلة للأكل كالورق والطين والأوساخ مما يؤدي إلى مشاكل في القنوات الهضمية نتيجة التسممات البكترولوجيه والكيميائية وتعرض أجهزة الجسم للخطر لحد الموت نتيجة التكرار، وهذا لا يشمل الطفل الذي هو أقل من سنتين فهو لديه شغف التعرف عما حوله من أشياء بشكل طبيعي ولكن ينبغي ملاحظته حتى لا يتعرض لما يؤذيه.أما علاج اضطرابات الأكل فيكون عبر:* اتباع نظام غذائي متوازن بعيد عن الإفراط والتفريط، تحت إشراف أخصائي تغذوي وعلاجي.* تحفيز الشخص عن الرضا الذاتي بنفسه وهندامه.* ممارسة الرياضة بشتى أنواعها ولاسيما الرياضة الجماعية.* عدم تنمر المحيطين بالمريض ومساعدته على الشفاء.* الاشتراك في الأعمال الاجتماعية والتطوعية المفيدة، لإخراج الشخص من حالة العزلة ودمجه بالمجتمع.* عدم ممارسة الوالدين لسلوكيات تغذوية خاطئة أمام أطفالهم كالأكل بشراهة.* عمل دورات تثقيفية في مجال تعديل السلوك التغذوي والنفسي.* عرض مريض الاضطراب على العلاج الطبي والنفسي إن استدعت الحالة.ولنضع جهودنا معاً للحد من الإصابات بهذا السلوك الخاطئ الذي وصل إلى 70 مليون إصابة حول العالم كما صرحت المنظمة الأمريكية لاضطرابات الأكل.* أخصائي الغذاء والتغذية