رئيفة عبدالعزيز


خارج نطاق التغطية هي عبارة نستخدمها لمن فقد جهازه الاتصال بشبكة الاتصالات الرئيسة بسبب ابتعاده عنها كثيراً أو أنه فقد الخدمة بسبب إغلاق الجهاز وإلخ.. وقد اعتدنا استخدام تلك العبارة لخاصيّة الاتصالات الهاتفية والتواصل مع الآخرين.

ولكن ماذا عن اتصالنا بالله ؟ هل هو خارج نطاق التغطية أم لا؟

هناك وسائل وطرق كثيرة نستطيع فيها الاتصال بالله سبحانه، ومن ضمن تلك الطرق هي فريضة (الصلاة) والتي أريد التركيز عليها اليوم، فالصلاة هي ركن من أركان الإسلام وهي الطريقة الأساسية للاتصال بالله سبحانه خمس مرات باليوم، وهي ما تعني صلة العبد بربه والتقرب منه والركوع في حضرته، ولكنني ما أراه من حولي أنّ البعض يؤدون فريضة الصلاة وهم خارج نطاق التغطية!!! كالذي يتصل من هاتفه وهو مغلق!!!

فقد تحوّلت الصلاة من تغذية روحية إلى حركات جسدية فقط، فهي كالتمارين الجسدية أكثر من أنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر!!

فهل صلاتنا تنهى عن الفحشاء والمنكر حقاً؟

إنّ إقامة الصلاة الصحيحة لها أثر على حياة الإنسان، فالذي يبدأ بالصلاة ويلتقط إشارة الاتصال بالله ويشبك معها، تجدهُ قد دخل في نطاق التغطية التي تأخذه لعالم آخر، وما أن ينتهي منها إلا وقد تغيّر شيء في نظامه الإنساني (أي في نفسه) وهذا التغيير وكأنّهُ قد شحن النّفس بالطاقة التي يحتاجها كما نشحن هواتفنا، وهذه الطاقة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.

ولا يجوز أن تكون الصلاة عادة وليست عبادة فهذه كارثة نعيشها حقيقةً، فإن لم تتصل النّفس بالمصدر الذي يغذيها ويشحن الروح، فسوف تتغذى وتشحن من مصادر أخرى لا تناسب فطرتها، ولا مستوى مكانتها. وعلينا أن نسأل أنفسنا عن كثرة ارتكاب الجرائم وانتشار الفساد والانحطاط الأخلاقي والأمراض النفسية وإلخ.. في المجتمعات. فعلينا حقاً أن نسأل أنفسنا، هل نحن فعلاً نقيم الصلاة أم نؤديها فقط؟