من الطبيعي أن يعشق الأطفال السكر والحلويات بأنواعها فهم لا يقاومونها ولا يملون أكلها وهي بالنسبة لهم أروع وأضخم هدية قد تقدم إليهم فتجدهم يطلبونها باستمرار، وهذا الأمر من شأنه أن يقلق الأهل خاصة أن الإفراط في تناولها يسبب عدة مشاكل للأطفال، كتسوس الأسنان وهشاشة العظام والسمنة لأن السكريات سريعة الامتصاص تتسبب في تراكم الدهون في الجسم.

ومن المؤسف أن يكون الطفل بديناً في سن مبكرة فهذا من شأنه أن يبعث في نفسه الإحراج ويقلل من ثقته في نفسه. لذلك على الأم أن تنتبه إلى كميات الحلوى التي يتناولها طفلها يومياً مع إيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع إدمانه للسكريات وعزوفه عن الوجبات الصحية التي تحضرها في المنزل.

إن شغف الأطفال بالأطعمة السكرية هو شيء متأصل فيهم بالفعل، ورغم أن هناك أساساً علمياً لحب الأطفال السكر، إلا أن الأطعمة السكرية ليست كلها جيدة. في الواقع، إن حبنا للسكريات متجذر في طبيعتنا كأشخاص، إذ يولد البشر برغبة طبيعية تجاه الذهاب إلى أحلى شيء في القائمة.

إن السكر يختبئ في العديد من الأطعمة التي يتناولها أطفالنا بانتظام، رغم سعينا إلى تجنبه قدر الإمكان. ولا عجب أن الأطفال يستهلكون في المتوسط ضعف ما يجب استهلاكه من السكر. ومع ذلك، فإن السكريات الطبيعية في الموز مثلاً مختلفة تماماً عن السكريات الموجودة في علبة الحلوى.

وهناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها بصفتك أحد الوالدين لمساعدة طفلك المحب للسكريات على توجيه تلك الرغبة الطبيعية في السكر إلى خيارات صحية.

كمية السكر المباحة

توصي الإرشادات بأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و18 سنة، يستهلكون أقل من 6 ملاعق صغيرة من السكر المضاف يومياً.

ولا يجب أن تفكر في الأطعمة البيضاء فقط، ولكن أيضاً في السكريات الموجودة بشكل طبيعي في العسل وعصائر الفاكهة. وهذا لا يشمل السكريات الموجودة بشكل طبيعي في الفواكه الطازجة والخضروات والحليب.

وتوصي الإرشادات النساء باستهلاك أقل من 6 ملاعق صغيرة من السكر في اليوم، والتي توجد في لبن زبادي متوسط الحجم أو كوب واحد من أكثر مشروبات القهوة المجمدة المفضلة لديك.

كل شيء باعتدال

وتظهر الأبحاث أن الحظر الصارم على الأطعمة السكرية يمكن أن يسبب الضرر أكثر من النفع، و«كلما زاد تركيز الآباء على التغذية، كلما كان من المرجح أن يأكل أطفالهم بطريقة أسوأ».

وعندما يقع الضغط على الأطفال للتحكم أو القضاء على السكر في وجباتهم الغذائية، فإنهم يصبحون أكثر عرضة للإفراط في استهلاك السكريات عندما يحصلون على فرصة لتناول شيء حلو.

وبالمثل، إذا ضغط الآباء على أطفالهم لتناول الأطعمة الصحية، فإن ذلك سيؤثر سلباً على علاقة الطفل بالطعام. وبدلاً من ذلك، يوصى بأن يسمح الآباء لأطفالهم بتناول الحلويات، ولكن باعتدال.

السماح لهم باختيار حلوياتهم

يمكن أن يصبح الطعام بسهولة ساحة معركة في العائلات، حيث يحاول الآباء القيام بما هو أفضل لصالح أبنائهم الذين يرغبون في تناول الوجبات الخفيفة الحلوة بشدة. إن السماح للأطفال بالاختيار وقت تناول السكريات ونوعها هي طريقة رائعة لتعليم الأطفال الاعتدال ومساعدتهم على التحكم في خيارات الطعام الخاصة بهم.

تنوع الأطعمة في أوقات الوجبات

بحسب أطباء الأطفال، إن الأطفال لديهم قدرة فطرية على تعديل نظامهم الغذائي مع استهلاكهم للطاقة. يمكنهم اعتماد التنظيم الذاتي عندما يحتاجون إلى البروتين والدهون والكربوهيدرات.

والأطفال عندما يشعرون بالجوع، يصبح كل شيء لديهم له مذاق جيد. للاستفادة من هذا، يقترح أحد خبراء الصحة أن يقدم الآباء مجموعة متنوعة من الأطعمة في أوقات الوجبات ويتركوا غرائز الطفل ترشدهم نحو الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمهم.

فكر في المكافآت التي لا تعتمد على الغذاء

إن استخدام الحلوى كمكافأة، سيشجع الأطفال على وضع قيمة أعلى للحلويات مقابل الأطعمة الصحية. وبدلاً من ذلك، يوصي خبراء التغذية بأن يقدم الآباء الحلويات جنباً إلى جنب مع الوجبات حتى لا ترتفع قيمة الحلوى ولا يرفض الأطفال العشاء لكي ينتظروا «المكافأة» القادمة.

صنع الأطعمة في المنزل

هناك طريقة رائعة لتقليل كمية السكر التي تستهلكينها أنت وطفلك، وهي البدء في صنع الأطعمة في المنزل. هناك العديد من الأطعمة التي يسهل تحضيرها في مطبخك والتي تحتوي على سكر أقل بكثير من الأطعمة التي نشتريها من المتاجر، كما أن طعمها ألذ.

علاوة على ذلك، عندما تصنع الطعام بنفسك، لديك القدرة على التحكم في المكونات التي تستخدمينها. لا تفكري فقط في التخلص من المكونات الحافظة السيئة في الأطعمة المعبأة، ولكن أيضاً في استعمال بدائل بسيطة للمواد الغذائية الغنية بالمغذيات مثل دقيق القمح الكامل والزيوت الصديقة للقلب.

وكوني نموذجاً يحتذى به، طوال اليوم، دعي أطفالك يرونك تختارين وجبات خفيفة صحية عندما تكونين جائعة وتستمتعين بالحلويات باعتدال معهم عندما يحين الوقت لتناول وجبة خفيفة حلوة.